اعتبر مدير فيراري ستيفانو دومينيكالي أنه كان بإمكان السائق الإسباني فرناندو ألونسو تحقيق الفوز بجائزة البحرين الكبرى، المرحلة الرابعة من بطولة العالم لسباقات فورمولا وان التي أقيمت الأحد، لولا مواجهته مشكلة في الجانح الخلفي المتحرّك "دي ار اس". وبدا ألونسو في وضع جيّد لتحقيق الفوز الثاني على التوالي بعد أن قفز إلى المركز الثاني عند الانطلاق قبل أن ينتهي به الأمر باحتلال المركز الثامن في نهاية السباق، الذي توّج به بطل العالم الألماني سيباستيان فيتل (ريد بول) أمام ثنائي لوتوس الفنلندي كيمي رايكونن والفرنسي رومان غروجان. واضطر ألونسو إلى إجراء توقفين غير مبرمجين مسبقاً بسبب مشكلة في الجانح الخلفي المتحرّك المعروف ب"دي ار اس" اي "دراغ ريداكشن سيستم"، إذ بقي مفتوحاً في اللفة السابعة حين كان الإسباني ثانياً ما اضطره للدخول إلى مرآب فريقه من أجل إصلاحه، لكن سرعان ما توقّف مجدّداً بعد أن تجدّدت المشكلة، ما رفع عدد توقّفاته خلال السباق إلى أربع مرّات وهو الأمر الذي قضى على أيّ أمل له في المنافسة على المراكز المتقدّمة فتخلّى عن مركزه الثالث في الترتيب العام لمصلحة سائق مرسيدس اي ام جي البريطاني لويس هاميلتون، الذي حلَّ خامساً خلف مواطنه بول دي رستا (فورس انديا-مرسيدس) الذي حقّق أفضل نتيجة في مسيرته الشابة. ورأى دومينيكالي أن السرعة التي أظهرها ألونسو في السباق وخولته في إنقاذ بعض النقاط واحتلال المركز الثامن، تشير إلى أنه كان قادراً على تحقيق الفوز، مضيفا: "ما حصل كان مخيّباً بعض الشيء، لانه كان من الممكن القيام بعمل مذهل في ظلّ الأداء الذي أظهره فرناندو الأحد". وواصل: "كان يحلق دون دي ار اس، ويتجاوز دونه، من الصعب أن تطلب أكثر من ذلك من فرناندو. لا أريد القول إنه كان بإمكاننا الفوز لأنه من السهل قول هذا الأمر، لكن من الناحية النظرية كان الأمر ممكناً". ولم يعطِ دومينيكالي أيّ تفاصيل حول المشكلة التي واجهها ألونسو في الجانح الخلفي المتحرّك الذي يسمح بتخفيف قوّة جر الهواء عندما يكون السائق قريباً بأقل من ثانية عن السيارة الموجودة أمامه ويمنحه القدرة على التجاوز، لكنه أكّد أن ما حصل لم يكن مشكلة هيدروليكية في جهاز رفع الجانح. وأظهرت الصور التي نقلها التلفزيون أن القسم الأعلى من الجانح الخلفي لسيارة ألونسو قد امتدّ إلى أكثر من الحدود الطبيعية، ما يعني أنه كان من غير الممكن أن يعود إلى وضعه الطبيعي بعد المرور في القسم المخصّص لاستخدام "دي ار اس". وتحدّث دومينيكالي عن هذه المسألة، قائلاً: "كانت مشكلة ميكانيكية وليست هيدروليكية. كان ألونسو مقتنعاً بأن عمر الإطارين الخلفيين كان أقصر من المتوقّع لكننا رأينا في المعطيات وجود هذه المشكلة في الجانح الخلفي. وكنّا بالتالي مضطرين للطلب منه الدخول الى مرآب الفريق لأن القانون يفرض علينا هذا الأمر (من غير المسموح استخدام الجانح الخلفي المتحرّك إلا في الأماكن المحدّدة سابقاً). أعدناه إلى مكانه وبدا أننا أصلحنا الوضع ثمّ فجأة عادت المشكلة مجدّداً". وواصل: "اضطررنا إلى استدعائه مجدّداً وبعدها أدركنا أن هناك مشكلة كبيرة في الجانح فطلبنا منه عدم استخدامه مجدّداً". ولم يكن سباق البحرين سلساً على الإطلاق بالنسبة لفيراري إذ أن وضع سائقه الثاني البرازيلي فيليبي ماسا لم يكن أفضل من ألونسو حيث تعرّض مرّتين لثقب في أحد إطارات سيارته ما اضطره للتوقّف أربع مرّات، وهذا الأمر تسبّب في إنهائه السباق في المركز الخامس عشر. وألقى مدير السباقات في بيريلي بول هيمبري باللوم على بعض الأشلاء التي وجدت على الحلبة، عوضاً عن الحديث عن مشكلة في بنية الإطارات بحدّ ذاتها رغم أن هاميلتون اختبر أيضاً أمراً مماثلاً لكن لمرّة واحدة. وكان ماسا جازماً بأن الثقب الذي أصاب أحد إطارات سيارته في أوّل مرّة جاء نتيجة سوء بنية الإطار بحدّ ذاته، فيما اعترف بأن الثقب الثاني حدث على الأرجح نتيجة مروره فوق جسم موجود على الحلبة.