دمشق- ميس خليل
استطاع الشاب فراس العبود أنَّ يعبر بخطوات ثابتة إلى عالم التسويق الاحترافي عبر الدراسة الأكاديمية وإقامة ورش العمل ونشر ثقافة التسويق الاحترافي، فأصبح اسمًا ﻻمعًا في هذا المجال وغيّر من مفهوم التسويق في سوق العمل السورية ولاسيما في سنوات الحرب سواء على مستوى تسويق السلع أو الأفكار.
وتحدث فراس العبود، خلال حوار خاص لـ"صوت الإمارات"، عن قصته مع التسويق وأنَّ حبه للإعلان دفعه إلى التعمق في دراسة علوم الترويج والتسويق، فدخل إلى هذا الاختصاص وتعمق فيه من خلال الدراسة الأكاديمية في جامعة دمشق وتخصص في الإدارة وبعد ذلك نال درجة الماجيستر في التسويق.
وأشار إلى أنَّ السوق السورية تعاني من مشكلة في مفهوم التسويق، وهي تفتقر إلى التسويق قبل أنَّ تفتقر إلى التسويق الاحترافي، فهم يعتبرونه كلفة زائدة ويعتمدون مبدأ كل ماينتج يباع أي التوجُّه البيعي فقط، كما أنَّ غياب أساسيات التسويق تحول دون تحقيق الاحتراف فيه.
ولفت إلى أنه يعمل على نشر ثقافة التسويق الصحيح، الذي لا يقف عند السلع والخدمات، بل يمتد ليصل إلى تسويق الأفراد والأفكار التي تعتبر أحدث علوم التسويق، وذلك من خلال ورشات العمل في أكاديميات مختلفة؛ وعلى رأسها الأكاديمية الاحترافية للبحوث والإدارة والأكاديمية السورية الدولية، التي تساعده في تأمين مكان لورشات العمل التي تاخذ الطابع التطوعي.
وأكد العبود أنه يعمل بجد في هذه الظروف الصعبة انطلاقًا من مبدأ أساسي يؤمن به وهو أنه في الأزمات تبنى العلامات التجارية الأسطورية ونحن كبشر كل منا هو عبارة عن علامة تجارية ومسؤول عن تسويقها، بالتالي تسويق نفسه من خلال امتلاك المعرفة والخبرة.
واستطاع العبود تأسيس مكتب دراسات تسويقية وإدارة مشاريع يقدم من خلاله خدمات تتضمن دراسة المنتج ودراسة المنافس ودراسة سلوك العملاء واقتراح الخطط التسويقية واختيار الاتصالات التسويقية بحسب طبيعة كل مشروع.
ولم ينكر العبود وجود صعوبات للعمل بالتسويق داخل سورية في هذا الوضع الاستثنائي، مشيرًا إلى أنَّ هذه الصعوبات ليست الخوف من الموت أو عدم الإحساس بالأمان فحسب وإنما كلام البعض من المحيط الذي يعيش فيه الذين كانوا يعملون على إحباطه والتقليل من عزيمته.
وبين أنه تغلب على هذه الصعوبات انطلاقًا من تأثره بعبارة قرأها للخبير أنتوني روبنز يقول فيها "احذف الأشخاص المحبطين من حياتك ولا تجامل على حساب مستقبلك، فهم لن يناموا باكين عليك عندما لا تحقق أحلامك لكن سيبكون عندما تحقق أحلامك"، فقام بحذفهم نهائيًا.
وأشار العبود أنه تأثر كثيرًا بوالده ووالدته فتعلم من والده الصبر ومن والدته المحبة والمشاركة مشيرًا إلى أنَّ جل طموحه المستقبلي هو أنَّ يحقق أرفع مرتبة علمية في التسويق تجعل والده ووالدته يفتخرون به.
والعبود حاصل على إجازة في إدارة الأعمال من جامعة دمشق، وأكمل الماجستير في التسويق، بالإضافة إلى حصوله على عضوية احترافية من البورد العالمي الأميركي وهو مدرب محترف في تسويق الأفكار.