بيروت ـ جورج شاهين
كرم الإتحاد الدولي للمصرفيين العرب بشخص رئيس مجلس إدارته رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزيف طربيه، رئيس مصرف لبنان رياض سلامة
باختياره " أفضل رئيس بنك مركزي عربي للعام 2012- 2013".
وأشار طربيه - خلال حفل العشاء الذي أقيم لذلك – إلى الهموم الكيانية والوجودية في عدة أوطان عربية، وطغيانها على الهم الاقتصادي والمالي.
وقال"إن الأحداث الجارية وانعكاساتها ستكون ذات كلفة اقتصادية لا تحتمل، وان معالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية ستكون في نفس صعوبة معالجة الأوضاع السياسية والأمنية، وأنه لا بد أن تواكب المصارف العربية والسلطات النقدية مرحلة العودة إلى الاستقرار، إذ لن يقوم استقرار اقتصادي واجتماعي، ومن بعده ازدهار، إلا على أكتاف هؤلاء".
وأضاف"نجتمع هذا المساء لتكريم حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامه لاختياره أفضل حاكم بنك مركزي عربي للعام 2012-2013، وأن الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب، بهذا التكريم يشارك المجتمع العربي والدولي بتسليط الأضواء، في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان حاليا، على الميزات القيادية التي أدار بها الرئيس سلامه السلطة النقدية في لبنان منذ 20عاما متواصلا، فهو بهذه الأقدمية، عميد حكام البنوك المركزية، استحق العمادة بجدارة، ليس فقط بسبب الأقدمية، وإنما أيضا نتيجة سجل حافل بالإنجازات منذ تسلمه لمنصبه على رأس البنك المركزي اللبناني".
وأوضح " تسلم الرئيس سلامه منصبه في ظروف سياسية واقتصادية ونقدية صعبة، وواجه بمرونة وشجاعة وروح إبداعية الصعوبات كلها وتغلب عليها، واختار سياسة الاستقرار النقدي ونجح في وقف التقلبات الحادة للنقد اللبناني صعودا ونزولا، ولم ترهبه توصيات صندوق النقد الدولي التي كانت تتعارض مع سياسة الاستقرار النقدي، ولم تثنه عن سياسته انتقادات بعض الاقتصاديين والمنظرين الماليين في وطن يختلط فيه الرأي التقني بالاقتصادي والسياسي".
وتابع: "لقد صمد سلامه في خياراته وينعم الاقتصاد اللبناني بنجاح هذه الخيارات النقدية، وقد خفتت الأصوات وتلاشت تلك التي كانت تهاجم سياسة الاستقرار النقدي التي كافح بغيتها الرئيس؛ لا بل أن صندوق النقد الدولي وغيره من الجهات المعنية تنظر اليوم بإعجاب لهذه السياسة التي ساعدت على لجم التضخم والمحافظة على القوة الشرائية للأجور والاستقرار الاجتماعي".
وأوضح أنه على الصعيد المصرفي، فقد ساعدت السياسة المصرفية الحكيمة التي اتبعها البنك المركزي اللبناني في عهد رياض سلامه، على نمو وازدهار القطاع المصرفي، وساعد ذلك عشرات المصارف على الخروج من السوق عن طريق الاندماج أو الحيازة أو التصفية الذاتية، دون أن تلحق بالمودعين أية خسارة، كما جذبت هذه السياسة مصارف واستثمارات عربية وأجنبية جديدة للدخول إلى السوق اللبنانية، مما عزز بذلك رأسمال الثقة بمصارف لبنان الذي هو أهم من الملاءة والسيولة.
وأشاد طربيه بالإجراءات الاحترازية التي اتخذها البنك المركزي اللبناني، قائلا "إن أغلى الأصول التي يملكها لبنان هي الثقة بقطاعه المصرفي، هذه الثقة هي وليدة تعاون وشراكة مميزة بين السلطة النقدية التي يرأسها سلامه، والقطاع المصرفي الذي وثق بهذا الرجل وبصدقه وسياساته وهندساته المالية التي حفظت أموال المودعين وأوصلت الاحتياطيات النقدية للبنان لمستويات تاريخية، وإذا كان اللبنانيون منقسمين بشأن أمور عدة، فإنهم جميعا متوحدون بشأن القطاع المصرفي والحفاظ عليه لأنه يخدم بأمانة مصلحة لبنان، وهو العمود الفقري للاقتصاد اللبناني وقاطرة نموه وصورة لبنان المشرقة في العالم".
وأضاف "ليس بجديد أن تتوالى مناسبات للتكريم لحاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامه في لبنان وفي الوطن العربي، وفي العالم. ولكن أن يكرمه الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب كأفضل حاكم مصرف مركزي عربي لعامي 2012 و2013، فهو تكريم يأتي من تجمع مصرفي يضم معظم قيادات المصارف العربية وحكام البنوك المركزية العرب؛ أي أنهم أهل الدار يكرمون زميلهم المستحق".
وتابع "لقد خدم رياض سلامه المهنة المصرفية العربية بجدارة تستحق التقدير، ويتشرف الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب بتهنئته لإنجازاته وتقديم درع الاتحاد له مع التمني بأن تستمر هذه المسيرة الناجحة التي هي موضع تقدير الاتحاد والمجتمع المصرفي العربي".