باريس ـ مارينا منصف
رفضت البنوك الفرنسية طلب مرشحة الجبهة الوطنية الفرنسية في انتخابات الرئاسة، ماريان لوبان، بالحصول على قرض بقيمة 20 مليون يورو لتمويل الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها السنة المقبلة، وهو الأمر الذي دفع الجبهة الوطنية إلى طلب القرض من حلفائها في موسكو ونيويورك ولندن.
وأوردت صحيفة التايمز البريطانية، أن قياديي الجبهة جسوا نبض بريطانيا والولايات المتحدة وروسيا، في محاولة لتمويل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وكان اليمين المتطرف واجهة انتقادات شديدة في 2014، بعد أن تبين أن الحزب تلقى قرضًا بقيمة 9 مليون يورو من أول مصرف تشيكي - روسي مشترك في موسكو، والذي سُحبت منه تراخيصه في يوليوتموز الماضي، فيما يُعتقد أن المصرف يحظى بدعم الكرملين الروسي.
ومن جانبها، استبعدت لوبان، وهي رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية، احتمالية الحصول على قرض جديد من أحد البنوك الروسية، وتشير استطلاعات رأي أن لوبان ستواجه فرانسوا فيون، مرشح اليمين الوسطي، في جولة الإعادة، بالإضافة إلى أنها تحظى بتأييد نحو ربع الناخبين الفرنسيين، لكن تمويل الحملة مثّل مشكلة للحزب منذ فترة طويلة.
ونفت رئيسة الجبهة الوطنية حصول الحزب على قرض من موسكو، قائلة: "الأمر ليس سرًا على أحد، فنحن نبحث على قرض من المؤسسات المصرفية في جميع أنحاء العالم بهدف تمويل الانتخابات الرئاسية، وذلك يعزوا إلى أن المصارف الفرنسية رفضت إقراض الحزب"، وعلى النقيض في تصريح آخر إلى صحيفة التايمز قال أمين صندوق الجبهة الوطنية، واليراند دو سينت، إن الحزب كان يبحث سبلًا مختلفة للتمويل، مشيرًا إلى أن الحزب سيقبل التمويل الروسي أو البريطاني أو الأميركي إذا كان ذلك متاحًا.
وأوضح أنه لا توجد مباحثات جارية مع المؤسسات المصرفية الروسية بعد سحب التراخيص من البنك التشيكي – الروسي، ورفض واليراند دو سينت، تأكيد صحة تقارير وسائل الإعلام الفرنسية التي تفيد بأن الحزب طلب قروضًا من المصارف البريطانية والأميركية، لافتًا إلى أن البنوك الفرنسية أخبرت جميع الأحزاب السياسية أنها لن تمنح قروضًا بهدف تمويل الحملات الانتخابية،وأكد دو سينت أن الحزبان "الجمهوري" و"الاشتراكي" يحظيان بتمويل جيد نسبيًا، لذا فمن غير المرجح أنهما سيسعيان إلى الحصول على تمويل المصارف المحلية الفرنسية.
يذكر أن خزينة الجبهة الوطنية تشهد خسائر كبيرة، وذلك بسبب دخولها انتخابات رئاسية للمرة الأولى دون الحصول على تمويل من الذراع الاستثمارية لماريان لوبان، وهو والدها مؤسس الحزب، جان ماري لوبان؛ إذ انسحب من الحزب نهائيًا.