واشنطن - صوت الإمارات
تغريدة مقتضبة من الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، وأغنى رجل في العالم، إيلون ماسك، كفيلة برفع أو خفض قيمة أسهم بعض الشركات في بورصة وول ستريت. فمن هو هذا الملياردير الأميركي؟ ولماذا تلهم كلماته القليلة المستثمرين؟.وتلقي تغريدات ماسك بظلالها الفورية على أسعار أسهم بعض الشركات، إذ انخفضت قيمة العملة الرقمية "بيتكوين" بنحو 10 في المئة، الاثنين، بعد تغريدة لماسك يوم السبت، قال فيها إن سعرها "يبدو مرتفعا".
وغرد الأسبوع الماضي عن قبعة صوفية اشتراها لكلبه على موقع "إتسي"، ما أدى إلى ارتفاع أسهم الشركة بنسبة تصل إلى 8 بالمئة في تداول ما قبل السوق.وقبل نحو شهر غرد ماسك بكلمتي "استخدموا سغنال"، في إشارة لاستبدال "واتساب" بتطبيق المراسلة المشفرة "سغنال"، فتضاعفت أسعار أسهم شركة طبية تحمل الاسم نفسه، أكثر من عشر مرات.
ويرجع الخبير الاقتصادي شريف عثمان، قوة تأثير تصريحات ماسك على سوق الأسهم، إلى عاملين مهمين، أولهما "الارتباط الوثيق الحالي بين سوق الأسهم ووسائل التواصل الاجتماعي"، ويضيف عثمان، أن "ماسك يتمتع بثقة المستثمرين الشباب، الذين يفضلون الإنصات إليه على قراءة المعطيات المالية للشركات".ويؤكد عثمان أن قوة تأثير ماسك تعود أيضا "إلى أنه مرتبط بمجال التكنولوجيا، وقد أثبت نفسه من خلال قيادته لشركة تسلا، التي ارتفعت أسعار أسهمها العام الماضي إلى أكثر من 700 بالمئة، ويتابعه اليوم أكثر من 45 مليون شخص على تويتر".
ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن تحركات ماسك المالية، تلعب أيضا دورا كبيرا في توجيه المستثمرين، وهو ما يفسر "ارتفاع قيمة بيتكوين بقوة عند إعلانه أن شركته استثمرت 1.5 مليار دولار في العملة الرقمية".مهندس ومخترع وملياردير تعود أصوله إلى جنوب إفريقيا، ويحمل الجنسيتين الكندية والأميركية، قدرت ثروته على مؤشر بلومبيرغ للمليارديرات، الاثنين، بـ199 مليار دولار، ليحتل المرتبة الأولى عالميا، متفوقا على مؤسس شركة أمازون، جيف بيسوس.
ماسك هو مؤسس شركة "سبيس إكس" ورئيسها التنفيذي، والمصمم الأول فيها. كما أنه مؤسس مساعد لمصانع "تيسلا موتورز" ومديرها التنفيذي والمهندس المنتج فيها. وشارك أيضا بتأسيس شركة التداول النقدي الشهيرة "باي بال"، ورئيس مجلس إدارة شركة "سولار سيتي".ولد ماسك في بريتوريا بجنوب إفريقيا عام 1971، والده مهندس، وأمه كندية الأصل واسمها ماي ماسك، عملت اختصاصية تغذية وعارضة أزياء، وبعد انتقاله إلى كندا عام 1988، حاز على جنسيتها، ثم غادر إلى الولايات المتحدة ودرس فيها، وحصل على جنسيتها عام 2002.انفصل والداه عام 1979، فاختار الطفل ابن الثمانية أعوام العيش هو وأخوه الأصغر كيمبال مع أبيهما. لكنه تأسف على ذلك لاحقا، بحسب تصريحاته في مقابلة مع مجلة رولينغ ستون.ورغم صعوبة طفولته، وتعرضه للتنمر من قبل أقرانه، إلا أنه وفي 1983، أي بعمر 12 عاما، أنجز أول أعماله التجارية، فباع لعبة فيديو صممها بلغة "بيسك" للبرمجة، وسماها بلاستار، لمجلة تعنى بالشؤون التقنية بمبلغ 500 دولار.
بعد التعليم الثانوي، أمضى ماسك عامين في الدراسة بجامعة كوينز في أونتاريو بكندا، ثم حصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من جامعة بنسلفانيا الأميركية، ودرجة إدارة الأعمال.انتقل عام 1995 إلى كاليفورنيا طامحا بالحصول على شهادة الدكتوراه من جامعة ستانفورد، ولكنه ترك رسالته بعد يومين فقط، لمتابعة طموحاته في مجالات الإنترنت والفضاء الخارجي والطاقة المتجددة.يقول الخبير الاقتصادي شريف عثمان إن "إنجازات ماسك الهائلة هي أفضل من يتحدث عنه"، ويضيف، أن "كوكب الأرض لم يعد يتسع لطموحات ماسك، ورؤيته المستقبلية الثاقبة والسابقة لأوانها، فأراد أن ينافس في كوكب آخر هو المريخ"، الذي يطمح إلى إقامة مستوطنات بشرية عليه.
أسس مع أخيه شركة Zip2 بدعم من مستثمري التكنولوجيا في سيليكون فالي، لتكون بمثابة دليل سفر للصحف الكبرى، وأقام خلال تلك المرحلة في مكتبه، إلى أن أثمرت جهوده حين باع Zip2 لشركة "كومباك" مقابل 341 مليون دولار، وهو لا يزال في العشرينيات من عمره.وأنشأ في عام 1999 شركة "إكس دوت كوم" المتخصصة بالخدمات المصرفية على الإنترنت، اندمجت بعد نحو عام مع شركة مالية أخرى لتكوين شركة التحويلات المالية السريعة المعروفة "باي بال"، التي بيعت عام 2002 لشركة "إي باي" بمبلغ 1.5 مليار دولار، كانت حصة ماسك فيها 165 مليونا.
وأثبت ماسك عبقريته مجددا، عندما قرر أن يستثمر مبلغ 70 مليون دولار في شركة "تسلا" للسيارات الكهربائية، التي أسسها مارتن إيبرهارد ومارك تاربنينغ. وكان لماسك دور كبير في إنتاج سيارة "رودستر" عام 2006.وأسس الرجل ذو الطموحات اللا محدودة شركة لإنتاج الطاقة الشمسية سماها "سولار سيتي"، لكن الأزمة المالية في عام 2008 كادت أن تقضي على طموحاته، ولا سيما أنها تزامنت مع مشاكل اجتماعية، تسببت لاحقا بانفصاله عن زوجته الأولى جستين ويلسون، بعد ارتباطهما لثماني سنوات. تزوج في 2010 من الممثلة تلولا رايلي في رحلة شهدت مشاكل واضطرابات وانفصالا أوليا في عام 2012، ثم انفصالا نهائيا عام 2016. وهو مرتبط حاليا بالمغنية والموسيقية والمؤلفة الكندية غرايمز، المولودة عام 1988 في مدينة فانكوفر، وقد أنجبا طفلا عام 2020.في عام 2008 تعاقدت معه ناسا بمبلغ 1.5 مليار لإرسال معدات إلى الفضاء، وأصبح الانتقال إلى محطة الفضاء الدولية أمرا في متناول اليد، بفضل شركتين تتعاونان مع وكالة ناسا، إحداهما "سبيس إكس"، التي أصبحت لاحقا أكبر شركة خاصة لإنتاج الصواريخ في العالم.
وتصدر ماسك عناوين الأخبار عام 2012 حين أطلقت "سبيس إكس" صاروخا فضائيا أرسل أول مركبة تجارية إلى محطة الفضاء الدولية، وتكللت جهود الشركة خلال الأعوام اللاحقة، بتطوير سلسلة صواريخ "فالكون" الفضائية العملاقة، إضافة إلى مركبة "دراغون".وفي عام 2013، كشف ماسك النقاب عن مفهوم "هايبرلوب"، وهو نظام نقل عالي السرعة يتضمن أنابيب ضغط منخفض عليها كبسولات لنقل الأفراد، ويعمل حاليا على تنفيذ نظام نقل أولي يربط بين لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو، برحلة سريعة لن تتجاوز مدتها 30 دقيقة.وساهم في عام 2016 بتأسيس شركة "نيورالينك"، المتخصصة بالتقنية العصبية تهدف إلى ربط الدماغ البشري بالذكاء الصناعي، من خلال أجهزة يمكن زرعها في الدماغ البشري، بهدف تطويره ومساعدة البشر على تحسين ذاكرتهم عبر التواصل المباشر مع أجهزة الكمبيوتر.
قد يهمك ايضا