لندن - ماريا طبراني
تتيح نظارات الواقع الافتراضي التي يقدمها معرض عالم الطبيعة البريطاني، ديفيد أتينبرو "First Life"، في متحف التاريخ الطبيعي في لندن، إعادة الحياة لحفريات المتحف القديمة.وربما تتحول الرحلة التقليدية إلى المتحف البريطاني، إلى مغامرة افتراضية عن طريق نظارات الواقع الافتراضي، التي تتيح رؤية عرض خيالي، للمخلوقات البحرية المنقرضة مثل العقارب البحرية العملاقة والديدان القديمة المخيفة.
ويتمكن الزوار عن طريق استخدام التكنولوجيا الجديدة، الانتقال أوتوماتيكيًا إلى قلب الحياة البحرية التي بدأت ملامحها في الظهور منذ أكثر من 500 مليون عام، ويساعد زوج من النظارات والسماعات الرأسية، وسماعة أخرى يتصل بها هاتف "سامسونغ غالاكسي إس 6"، على إعادة الروح لمجموعة واسعة من حفريات المتحف، عن طريق تكنولوجيا الخداع البصري.
وتستمر مشاهدة العرض الخيالي الذي تم افتتاحه الأحد في المتحف البريطاني، لمدة 15 دقيقة مليئة بالمتعة، ويتمكن المشاركون من متابعة ورؤية الحياة تحت الماء بكامل تفاصيلها، وفي أي اتجاه يختارون النظر إليه، بواسطة سماعة سامسونغ بنسختها المبتكرة "Gear VR".
ويشمل العرض الخيالي رؤية مخلوقات في الواقع الافتراضي، مثل "الأنومالوكاريس" المخيف، و"هالوسيجينيا" الذي يشبه الدودة، التي انقرضت منذ فترة طويلة، وذلك وفقًا للبحوث الخاصة التي أجراها المتحف وبناءاً على جمع الحفريات المتعلقة.
وتستعين سماعات الرأس الجديدة، بنظام التسارع والجيورووسكوب وقوة المعالجة في الهاتف الذكي لتتبع حركة الرأس، وللتمكن من رؤية الحياة البحرية في أية جهة يتم النظر إليها، ويتم تشغيل الجهاز الجديد عن طريق الهاتف الذكي، الذي يثبت بإحكام أمام الجبهة، لرؤية الشاشة، التي تضم برامج سوفتوير مصممة خصيصاً لعرض هذا المعرض الافتراضي.
وبيّن مدير المتحف، السير مايكل ديكسون أن "هذه التجربة توفر لمحة من فجر الحياة على الأرض، التي يرويها المذيع البريطاني وعالم الطبيعة، ديفيد أتينبرو، الذي يعتبر صديق قديم للمتحف، كما تعد هذه هي المرة الأولى التي يستعين فيها متحف بالواقع الافتراضي في رواية القصص، مما يدل على تطور برامج المتحف الطبيعي البريطاني".
وأوضح أن التجربة تعمل على تعزيز الدور الرائد لمتحف التاريخ الوطني ، في التعريف بأهمية وجود متحف طبيعي للعالم في القرن الـ21، مضيفًا "نسعى من خلال الأساليب التكنولوجية، البحث عن سبل جديدة لتغيير طرق تفكير الناس حول العالم الطبيعي، فضلاً عن أن الحفريات التي تقوم عليها هذه التجربة هي جزء من مجموعة واسعة تضم 18 مليون عينة".
وحقق المعرض الخيالي شعبية كاسحة من خلال مرحلة عرضه الأولية لمدة ثلاثة أشهر، حيث نفذت تذاكر عرض نهاية الأسبوع في عشرة أيام فقط، وتبلغ تكلفة التذكرة 6.5 و 4.5 جنيه إسترليني، وقال السير ديفيد إنه من الرائع المشاركة في المشروع.
وحرص ديفيد على التأكيد على مدى أهمية هذه الخطوة التكنولوجية، مضيفاً أنها تمثل تقدم آخر على طريق تكنولوجيا الاتصالات، التي يمكن أن تصطحبك جغرافياً لجميع الأماكن، فيمكن أن تأخذك إلى كاتدرائية كبيرة، أو إلى الغابات المطيرة، أو إلى قاع البحر، ولذلك فلا توجد نهاية للتجارب التي يمكن أن تنتج.