واشنطن - يوسف مكي
تستخدم شركة "DeepMind" التابعة لشركة غوغل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، في خدمات الصحة الوطنية للمساعدة، في رصد صحة المرضى، وتشير دراسة جديدة إلى توقع اجتماع شركة غوغل، قريبًا مع شركة Genomic England في انجلترا، وهي شركة أنشأتها وزارة الصحة لتتبع تسلسل 100 ألف جينوم بشري، لبحث مشاركة شركة DeepMind في ذلك المشروع.
ويوضح إدوارد هوكينغ، باحث في جامعة غرب اسكتلندا، في مقال له مخاطر السماح لشركة خاصة بالوصول إلى البيانات الوراثية الحساسة، ويقول إدوارد قد يسمح استخدام تلك التكنولوجيا في حالة غوغل استهداف المستخدمين بإعلانات مخصصة طبقا لتفضيلاتهم والمخاطر الصحية التي قد يتعرضون لها، ومن الممكن أيضا أن تنُشىء غوغل صفحات بيانات شخصية للأفراد استنادًا إلى بيانات الحمض النووي والتي قد توفر تفاصيل تتضمن بعض المخاطر المتوقعة مثل خطر تحوله إلى مجرم.
ويضيف: "تعُد البيانات الجينومية بمثابة "وقود العصر الرقمي" ولا يوجد ما يمنع من الاستيلاء على تلك البيانات أو شراؤها أو بيعها في المستقبل"، ويمتلك تحديد تسلسل الجينوم البشرى إمكانات هائلة، فقد يمتلك مفتاح تعزيز فهمنا لمجموعة من الأمراض، بما في ذلك السرطان بل والمساهمة فى العثور على علاج لتلك الأمراض، وأنشأت الحكومة مشروع المائة ألف جينوم بشري، لرصد تسلسل جينومات 100 ألف شخص.
و لن يتوقف الأمر عند هذا الحد، ويدعو تقرير جديد لكبير المسؤولين الطبيين في المملكة المتحدة، سالي ديفيز، إلى توسيع ذلك المشروع. ولكن كشف تقرير بيان صادر عن وزارة الصحة، استجابة لمطالب تداول حرية المعلومات فى فبراير، أن قرار التوسع قد اتخُذ بالفعل، وذكرت وزارة الصحة البريطانية فى هذا البيان أن: "المشروع سيدُمج فى مشروع واحد لقاعدة بيانات وطنية للجينوم، والهدف من ذلك دعم الرعاية والبحث، وتسريع استخدام الذكاء الصناعي".
وأضاف البيان: "على الرغم من أن ذلك المشروع سيتجاوز حتما 100 ألف جينوم أصلي، فلا نتوقع أن يكون هناك هدف محدد لعدد الجينومات التي يجب أن يحتوي عليها المشروع "، وتعُد تكاليف تحديد تسلسل الجينوم البشري على نطاق وطني باهظة الثمن، وتصل تكلفة تحديد تسلسل الجينوم البشري الأول إلى 2.3 مليار جنيه استرليني (3 مليارات دولار).
ولكن سيساهم تطبيق الذكاء الاصطناعي فى علم تسلسل الجينوم فى خفض تلك التكلفة بشكل كبير. وتعمل شركة DeepMind بالفعل مع دائرة خدمات الصحة الوطنية، وأنشأت الشركة العديد من المنصات كجزء من شراكة مع العديد من مؤسسات الخدمات الصحية الوطنية، مثل إنشاء تطبيق ونظام تعلم الآلي لمراقبة المرضى بطرق مختلفة، وتنبيه الفرق الطبية عندوجود أى مخاطر صحية.
فيما كان الأمر مثيرًا للجدل، إذ أعلنت الشركة أولى مبادرات التعاون في فبراير 2016، وذكرت أنها أنشأت تطبيق لمساعدة موظفي المستشفى مراقبة المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى. ولكن ظهر في وقت لاحق أن الاتفاق تجاوز هذا بكثير، وأتُيح لشركة DeepMind الوصول إلى من بيانات هائلة عن المرضى والتى وصلت إلى 1.6 مليون سجل مرضي .
وأكدت الشركة أن بيانات المرضى "لن يتم بأى من منتجات جوجل أو خدماتها أو تسويقها". وتطمح جوجل إلى رقمنة الرعاية الصحية، وتتعهد دائما وزارة الصحة بأن البيانات الطبية المستخدمة في هذه المبادرات سوف تظل مجهولة المصدر. ولكن كانت من الأسباب التى جعلت care.data ( وهى مبادرة لتخزين جميع البيانات المريض على قاعدة بيانات واحدة) تتخلى عن شراكتها مع وزارة الصحة هو اتضاح عدم صحة تلك الادعاءات.
وما الذي يمكن أن تضيفه المعلومات عن الجينوم البشري أكثر من وصول شركة جوجل بالفعل إلى قاعدة بيانات المعلومات الشخصية؟وقال إريك شميدت، الرئيس التنفيذي لشركة لشركة جوجل: "إن علم الخوارزميات سوف يتقدم، وسيتحسن أيضا شعورنا تجاه إضفاء الطابع الشخصي للبيانات".
وأضاف: "وسيُتيح ذلك لمستخدمي جوجل معرفة ماذا عليهم أن يفعلوه فى المستقبل أو ما الوظيفة التي عليهم الالتحاق بها"، وعندما يتعلق الأمر بعلم الوراثة، فقد تكون التبعات مخيفة. فعلى سبيل المثال، هناك دليل على وجود صلة بين الجينات والإجرام، ونعلم أن 40 في المائة من ارتكاب اعتداءات جنسية ترجع إلى عوامل وراثية، ومن ثم يمكن استخدام قاعدة بيانات وطنية واحدة والتى تسعى الحكومة البريطانية لإنشائها لأجل ضم بيانات عن الجينات .