واشنطن - رولا عيسى
حينما تستمع إلى صوت العزف، تظن وكأنه فالنتينو ليبراس نفسه الذي يعزف على البيانو، لكنك ستصاب بالدهشة حينما تشاهد الروبوت، وهو يعزف أجمل المقطوعات والألحان.
أبريجو، هو اسم الروبوت العازف، الذي تم تصميمه ليستطيع العزف على أي بيانو من خلال 88 إصبعًا، صمموا للتحكم في المفاتيح اليمنى وأقدام للدواسات، ويعد قادرًا على عزف أكثر من 1000 مستوى من مستويات التعبيرات الرئيسية الفردية، ويقوم بـ256 حركة بالدواسة، ما يتيح له استنساخ الأداء البشري على البيانو.
وكان نيك موريس، صاحب متجر ماجيستك بيانو، الكائن في ولاية كاليفورنيا، قد صمم ذلك الروبوت، وجدير بالذكر أنه يعزف بأسلوب وايني أستاخنكس، ما يسمح بعمل عروض تضاهي العروض البشرية في العزف على البيانو، ويم تسجيلها من قبل الفنان الأصلي، إذ يتمكن من تقديم أي شئ لكل من سيرغي رحمانينوف، أحد أساطير الجاز وأوسكار بيترسون وفالنتينو ليبراس، وهناك العديد من البرامج المختلفة التي يستخدمها الروبوت، كما قال موريس لـ"الديلي ميل" في رسالة بالبريد الإلكتروني.
من بين تلك البرامج، برنامج تشغيل عالي القدرة، فعندما يعزف الإنسان البيانو يتحرك شعوره ووجدانه، لذا يدعم البرنامج الروبوت ليصل إلى ما نسميه "التعبير " كي يستطيع التمييز بين العزف الهاديء والصاخب، وتم تسجيل واحد عالي الدقة يقوم بتخزين البيانات، إذ لا يتم تسجيل الموسيقى، وتُرسل تلك البيانات لاسلكيًا إلى الربوت، ليتم تشغيل العزف بدقة بالغة.
كما يتم استخدام نموذج آخر أكثر شيوعًا، وهي ملفات ميدي، ليتمكن الروبوت من تشغيل ملفات ميدي العامة، ولا يشبه الروبوت عازفي البيانو حينما يجلسون على الآلة، إلا أنه يضع "الأصابع" على المفاتيح الصحيحة، كما أن له امتداد في الجزء السفلي، ما يسمح له بدفع كل الدواسات بشكل مستمر وأكثر ليونة، وهو قادر على التوفيق بين نفسه أمام البيانو، ويتميز بدقة الحركة في التحكم والقدرة على العزف على لوحة المفاتيح، وكذلك الدواسات وكأنها لمسات إنسانية.
فيما أوضح موريس، أنه استغرق عامين لعمل الروبوت، من خلال الكثير من البحث والتطوير، مضيفًأ أنه حاليًا يعمل على صنع وابتكار نظام ثاني شارف على الانتهاء، وذلك النظام استغرق ما يقرب من ثلاثة أشهر، لافتًا إلى أنه نموذج أبسط قليلًا، ومن الممكن من خلاله أن يتم التحكم به يدويًا، وفي الوقت نفسه يُقدم المستوى العالي نفسه من أداء التشغيل.
منذ 150 عامًا يحاول العازفون صنع البيانو، الذي يستطيع العزف الذاتي، بحيث تظهر حركات المفاتيح من تلقاء نفسها وتعزف الموسيقى، وكان أول تطوير له في منتصف القرن التاسع عشر باستخدم لفات من الورق المثقب، والينابيع الهوائية لإنتاج الصوت، ومع ذلك، فإن التكنولوجيا انتقلت الآن إلى حد كبير، لتصل على سبيل المثال إلى نسخة إديلويس للتشغيل الذاتي.
ويعزف البيانو الروبوتي جنبًا إلى جنب مع مجموعة واسعة من المسارات من الكلاسيكية وموسيقى الروك وموسيقى البوب، ويتم التحكم فيه باستخدام آي باد مخصص، كما يأتي مُحملًا بأكثر من 400 أغنية على أجهزة أي بود، ويمكن أن تعزف من خلال نقرات بسيطة من الإصبع، في حين أن أكثر المسارات يمكن تحميلها من متجر مخصص.
وتستخدم البرمجيات المتخصصة التي تم إنتاجها، لتوفير برمجيات تمكن البيانو من إضافة الموسيقى على أجهزة أي بود، والتي تعمل بمفاتيح إلكترونيًا للعزف، وجدير بالذكر أن بيانو إديلويس، طُور بواسطة كامبريدج، فجاء على شكل بيانو، ولكن يمكن أيضًا تحديثه وتعديله.
سواء كنت تستطيع العزف أو لا، فإننا نأمل في جلب السعادة الغامرة التي تصاحب الموسيقى الحية إلى غرف معيشتك في كل مكان، إن إديلويس يجلب حرفيًا الحفلة في بيتك، يمكنك الاسترخاء في المنزل مع الأصدقاء، وتستمع إلى أجمل موسيقى كنت تسمعها وأنت تشرب شاي بعد الظهر في بهو فندق أنيق.