سلطات إنفاذ القانون في المانيا تحذر من قراصنة الأحياء

حذرت سلطات إنفاذ القانون في ألمانيا، أن قراصنة الأحياء الذين يجرون تجاربًا على الحمض النووي من مختبرات محلية يمكن أن يتعرضوا لعقوبة السجن، وتأتي هذه الحملة في أعقاب تحذيرات من العلماء والأجهزة الأمنية من استخدام هذه التكنولوجيا والتي تسمح بالعبث بالشفرة الوراثية من البكتيريا وغيرها من الكائنات الدقيقة لصنع أسلحة بيولوجية، وأصدر مكتب حماية المستهلك في ألمانيا "BVL" التحذير من أن الأشخاص الذين يستخدمون أدوات DIY أو المختبرات المحلية ربما يتم تغريمهم بما يصل إلى 50 ألف يورو أو 3 أعوام في السجن وفقا لبعض التقارير.

ويحظر القانون الألماني بالفعل تجارب الهندسة الوراثية خارج المختبرات المرخصة والتي تخضع لإشراف، إلا أن الإعلان الأخير بتطبيق القانون بحزم يعد بمثابة دعوة لإيقاف مجموعات قرصنة الأحياء في البلاد، وهناك مخاوف من أن الموقف المتشدد في ألمانيا سيكون له تداعياته على الدول الأوروبية الأخرى، وذكر تود كوكين الباحث البارز في مركز الهندسة الوراثية في جامعة ولاية نورث كارولينا" هذه أول مرة أسمع الحكومة توجه النداء لمجموعات DIY".

وكانت التكنولوجيا التي تقف وراء التلاعب بالحمض النووي حتى وقت قريب نسبيا مقتصرة على المختبرات الأكاديمية والتجارية المُكلفة، إلا أن التزايد الأخير شهد انتشار المعدات وعينات الحمض النووي على نطاق واسع وبأسعار معقولة، ويمكن طلب الأدوات البسيطة مثل DNA Playground من مختبرات Amino Labs إلكترونيا بتكلفة 349 دولار، ما سمح للمستخدمين المنزليين والطلاب بإدخال الحمض النووي في البكتيريا دون الحاجة إلى أي معدات خاصة، وشمل التطبيق تغير لون ورائحة البكتيريا أو خلق توهج في الظلام ما عرف بـ" التلألؤ البيولوجي"، ويمكن شراء أدوات متخصصة أكثر تكلفة تسمح بالمزيد من التجارب.

وينشئ المتحمسون والمعروفون باسم "قراصنة الأحياء" مختبرات جماعية لتجميع وتقاسم الموارد، كما برزت أندية متخصصة في العديد من البلدان والمدن في مختلف أنحاء العالم في السنوات الأخيرة، وفي حين أن معظم هذه الأنشطة غير مؤذية مثل تطوير اختبارات لتحديد الأسماك التي تباع في المطاعم أو لإنشاء الخمائر التي تعطي البيرة نكهات مختلفة إلا أنه هناك مخاوف متزايدة من الضرر الناتج عن سوء استخدامها.

وأصدر عالم الأحياء من جامعة أكسفورد، البروفيسور جون بارينغتون، تحذيرا العام الماضي من أن قراصنة الأحياء يمكنهم تطوير أنواع جديدة من الأسلحة البيولوجية، وأوضح بارينغتون أثناء حديثه في مهرجان العلوم البريطانية في سوانسي أنه هناك مخاوف في الأوساط العلمية والأجهزة الأمنية من استخدام هذه التكنولوجيا لخلق نوع جديد من الفيروسات القاتلة أو البكتيريا، مضيفا "من يدري ما سيحدث في المستقبل هناك قلق بين الأجهزة الأمنية بشأن ما يقود إليه ذلك"، وأنشأ مكتب التحقيقات الفيدرالية القلق بشأن أنشطة قراصنة الأحياء فرعًا خاصًا ضمن إدارة أسلحة الدمار الشامل للتعامل مع هذه الأنشطة.