تحويل زيت الطهي لمادة الغرافين العجيبة

نجح الباحثون في تحويل زيت الطهي اليومي إلى مادة الغرافين العجيبة، وأتاحت تقنية جديدة إنتاج هذه المادة متناهية الصغر أرخص، كما أنها منحت للعلماء طريقة جديدة مبكرة لإعادة تدوير النفايات النفطية عند إنتاج هذه المادة، التي تعد أقوى 200 مرة من الفولاذ.

ويمكن استخدام هذه المادة لتصنيع كل شئ بداية من أجهزة الكمبيوتر حتى شاشات التليفزيون المرنة، ويعتبر الغرافين ورقة واحدة من ذرات الكربون القوية بشكل لا يصدق ونحيفة أيضًا، وهي أقوى 200 مرة من الفولاذ وأكثر صلابة من الماس، وتنحني مثل البلاستيك القابل للطرق، وتوصل المادة الكهرباء بشكل أفضل من النحاس، ويمكن استخدامها لصنع الهواتف وشاشات التليفزيون ذات القوة العالية.

ونجح علماء من كانبيرا ومنظمة البحوث الصناعية والعلمية الأسترالية (CSIRO)، في إنتاج الغرافين باستخدام زيت الطهي رخيض الثمن، وأفاد كبير الباحثين الدكتور تشاو جون هان، " واحدة من الأسباب التي تحد من استخدام الغرافين هو السعر المرتفع مقارنة بغيره من المواد، فإذا تمكنا من تخفيض السعر يمكننا تعزيز تطبيقه".

ويأمل الباحثون، أن تساعد اكتشافاتهم في إحداث ثورة الغرافين، وأطلقوا على التقنية الجديدة اسم 'GraphAir'، وتنطوي الطريقة على تسخين زيت الطهي في فرن أنبوبي لمدة 30 دقيقة، ما يؤدي إلى كسرها إلى الكربون الأساسي، ويتم تبريد الكربون الساخن  على رقاقة من النيكل حتى تستقر كمربع رقيق من الغرافين بسمك ذرة واحدة، وتعد هذه الطريقة أسرع كثيرًا من الطريقة التقليدية التي كانت تستخدم مواد نقية يتم صهرها عند درجات حرارة شديدة، ويمكن استخدام هذه المادة كموصل جيد للكهرباء، يحمل الكهرباء مع مقاومة صفرية.

ووجدت دراسة العام الماضي، أن الغرافين يمكن استخدامه في صنع بطاريات هواتف يمكنها الاستمرار 25% أطول، ويمكن استخدام هذه المادة أيضًا لمكافحة تلوث الهواء، وبعد العثور على طريقة فعالة من حيث التكلفة لإنتاج الغرافين، من الممكن استخدامه في صنع الهواتف اليومية وأجهزة التلفاز، ويأمل الفريق الأسترالي في أن تعجل تقنيتهم بحدوث ذلك.

ويمكن للباحثين حاليًا صناعة ورقة من الغرافين في حجم بطاقة الائتمان، لكنهم يأملون في تحسين تقنيتهم في المستقبل، ويوضح ديفيد أوفيسر خبير، الغرافين من جامعة ولونغونغ الأسترالية، أن "الإمكانات المحتملة هائلة، ولكن يصبح السؤال ما إن كان يمكنك توسيع نطاق ذلك اقتصاديًا لإنشاء طبقات بحجم متر".