واشنطن - يوسف مكي
ابتكر العلماء سلسلة من البدلات الجديدة الشبيهة بفن طي الورق "الأوريغامي" تحول الروبوتات إلى واقعيين يمكنهم المشي، والإبحار، والتدحرج أو الانزلاق، وتبدأ البدلات البلاستيكية بشكل مستو، ولكن عندما يتم تسخينها تلتف حول الروبوت لتحويله إلى آلة متخصصة.
ويشير الباحثون إلى أنهم يستطيعون استخدام الروبوتات التي ترتدي البدلات القابلة للتكيف في يوم من الأيام لبناء مستعمرات الفضاء عن بعد، تم ابتكار الهياكل الخارجية الاوريغامي من قبل الباحثين في معهد علوم الحاسوب ومختبر الذكاء الاصطناعي (ماساتشوستس) في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. وفي دراستهم، وصف الباحثون أربع بدلات تتطلب كلا منها بضع ثوان فقط من الحرارة لكي تطوي في شكل محدد مسبقا. حيث يسمح الهيكل الخارجي على شكل قارب للروبوتات المكعبة الأولية للإبحار عبر الماء، في حين أن إضافة البدلة المجنحة تمنحها رحلة تزلج. وهناك بدلة أخرى تطوى على شكل عجلة للحركة السريعة، في حين تمنح البدلة الرابعة للروبوتات القدرة على المشي.
وقال قائد المشروع الدكتور دانييلا روس، إنّه "إذا أردنا أن تساعدنا الروبوتات على القيام بالأشياء، فإنها لن تكون فعالة جدا إذا كان يلزم أن يكون عناك واحد مختلف لكل مهمة. ومع هذا النهج المستوحى من التحول وتبدل الشكل، يمكننا توسيع قدرات الروبوت الواحد من خلال منحه ملحقات مختلفة لاستخدامها في حالات مختلفة."
تم صنع الروبوتات الأولية الصغيرة من الرصاص والتي يتم التحكم فيها عن بعد باستخدام المجالات المغناطيسية. تتدحرج المكعبات عبر الطاولة على الهيكل الخارجي المستو، الذي يتربع على رأس لوحة التدفئة. ثم يتم تسخين البدلة من أدني، مما يتسبب في طيها لأعلي وتشكيلها للشكل المطلوب. يمكن للروبوت الأولي ارتداء هياكل خارجية متعددة في وقت واحد للجمع بين قدراتهم، ويمكن إضافة هيكل خارجي واحد ليصبح الروبوت في وضع المشي، ثم يتفاعل مع بدلة آخري، أكبر تسمح له بحمل الأشياء ونقل جسم ما في ثانية. يستطيع هذا الروبوت الأولي أن يفصل نفسه عن الهياكل الخارجية عن طريق الاهتزاز لمدة دقيقة واحدة، أو عن طريق الغوص في الماء.
ويقترح الفريق في المستقبل، أن تكون هناك إصدارات أكبر من هذه الروبوتات القابلة للتكيف يمكن استخدامها لإكمال سلسلة من المهام المعقدة عن بعد. ويمكن استخدامها للمساعدة في بناء مستعمرات فضائية بعيدة، أو في عمليات التعدين في أعماق البحار، ويقول عضو الفريق "شوقوانغ لي": "تخيلوا التطبيقات المستقبلية لاستكشاف الفضاء، حيث يمكن أن ترسل روبوت واحد مع مجموعة من الهياكل الخارجية إلى المريخ. يمكن للروبوت أداء مهام مختلفة من خلال ارتداءه لبدلات مختلفة."