الطيور المائية

كشفت دراسة جينية لحفريات الطيور أن جميع الطيور الحديثة التي تعيش اليوم لها أسلاف مشتركة، عاشت قبل قرابة 95 مليون سنة، وهي الديناصورات، فيما أظهرت أن تلك الحيوانات خضعت لانفجار كبير من التطور بعد فترة وجيزة، ويعتقد أن هناك كويكبًا قد اصطدم بكوكب الأرض منذ 66 مليون سنة.
وفي حين دمر هذا التأثير الديناصورات الذين حكموا الأرض في ذلك الوقت، تمكن أبناء عمومتهم من الطيور من البقاء على قيد الحياة وازدهروا وانتشروا.

وأكّد الباحثون أنه يبدو هذه الطيور قد عاشت في وقت مبكر على جزء من الأرض منذ حوالي 95 مليون سنة، وتطورت بهدوء.

وظهرت المجموعات الرئيسية الثلاثة من الطيور، النعام وأقاربهم من الطيور المائية وجميع الطيور الأخرى المعروفة باسم Neoaves، جميعها، قبل ما بين 72 مليون و 170 مليون سنة، مما يدل على أنهم كانوا موجودين بالفعل عندما ضرب الكويكب.
وأوضح عالم الطيور في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي في نيويورك الذي قاد فريق البحث، الدكتور سانتياغو كلارامونت: "هذه النتائج يمكن أن تساعد على إعادة تشكيل فهمنا لكيفية تطور الطيور الحديثة".
وكان يفترض سابقًا أنها ظهرت بعد محو الكويكب للديناصورات القلائل على وجه الكوكب، تاركين وراءهم الكائنات الأخرى التي تستطيع أن تتكيف مع البيئة.

وأعلن الدكتور كلارامونت: "مع استثناءات قليلة جدًّا، لم يتم العثور على حفريات الطيور الحديثة إلا بعد انقراض العصر الطباشيري. ولكن البحث الجديد، والذي يتفق مع الدراسات المعتمدة على الحمض النووي السابقة، تشير إلى أن الطيور بدأت تشع قبل هذا الانقراض الهائل".
وحلل الباحثون الـ DNA لـ130 من الطيور الأحفورية و 230 نوعًا من الطيور الحديثة من كل من المجموعات الفرعية من الطيور الكبيرة على قيد الحياة اليوم، مما سمح لهم بإنتاج شجرة عائلة تطورية لجميع أنواع الكائنات الحية من الطيور.
ووجد الباحثون أن آخر سلف مشترك لجميع الطيور عاش في غرب جندوانا، التي هي الآن جزء من أميركا الجنوبية والقارة القطبية الجنوبية.

وأكّدت أمينة الطيور في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي، الدكتورة جويل كركرافت: "الطيور الحديثة هي المجموعة الأكثر تنوعًا من الفقاريات الأرضية من حيث ثراء الأنواع والتوزيع العالمي، لكننا ما زلنا لا نفهم تمامًا التطور التاريخي على نطاق واسع، حيث
لدينا فجوات كبيرة جدا في السجل الأحفوري".