لندن - ماريا طبراني
حذر العلماء من أن المصطافين الذين يسعون إلى الاستمتاع بأشعة الشمس في مياه البحر المتوسط معرضين لخطر سمك الأسد (ليونفيش) السام، حيث يشجع ارتفاع درجة حرارة البحر الأنواع السامة من ليونفيش على غزو البحر والتكاثر بالقرب من الوجهات السياحية الشهيرة، وبعد أن استعمرت هذه الأنواع السامة المفترسة كامل ساحل قبرص خلال عام واحد فقط قل التنوع البيولوجي في العديد من البيئات المائية، وأصبحت المنطقة بأسرها تحت خطر الغزو بعد توسيع وتعميق قناة السويس وفقا لبحث نشر في مجلة Marine Biodiversity Records. ويوجد السم في زعانف ليونفيش المُشعة؛ ما يجعلها مصدر تهديد للصيادين والغواصين، رغم أن لدغات السمكة نادرا ما تكون قاتلة فإنها تسبب في الحالات القصوى غثيانا وقيئا وحساسية وألما شديدا، وغزت السمكة المتأصلة في جنوب المحيط الهادي والمحيط الهندي الساحل الجنوبي الشرقي لقبرص وتعرف أيضا باسم "سمكة الشيطان النارية".
وقال ديمتريس كليتو من مختبر أبحاث البيئة في ليماسول في قبرص " حتى الآن تم الإبلاغ عن مشاهدة القليل من أسماك ليونفيش في البحر الأبيض المتوسط، ومن المشكوك فيه أن هذه الأنواع يمكن أن تغزو هذه المنطقة مثلما حدث في غرب المحيط الأطلسي، ولكننا وجدنا وفرة في زيادة ليونفيس آخرا، وخلال عام استعمرت الساحل الجنوبي الشرقي بأكمله في قبرص بمساعدة ارتفاع درجة حرارة سطح البحر"، وتعد سمكة ليونفيش من الأسماك الآكلة للحوم وتتغذى على مجموعة متنوعة من الأسماك والقشريات، بينما تتغذى الأنواع الأكبر على الأسماك، وتتكاثر هذه الأسماك كل 4 أيام وتنتج نحو 2 مليون بيضة سنويا، ويسهم عمودها الفقري السام في ردع الحيوانات المفترسة عن صيدها، ويسافر بيضها عبر تيارات المحيطة ويغطي مسافات كبيرة قبل أن يستقر في النهاية.
وأعد الباحثون معلومات عن مواجهة الغواصين والصيادين لهذا النوع من الأسماك في المياة الساحلية، وأفاد البروفيسور جايسون هال سبنسر من كلية العلوم البحرية والهندسة في جامعة بليموث " تم ملاحظة سلوك التزاوج بين مجموعة من أسماك ليونفيش للمرة الأولى في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ومن خلال نشر هذه المعلومات يمكننا مساعدة الجهات المعنية لاتخاذ إجراءات معينة مثل تقديم حوافز للغواصين والصيادين لإنشاء برامج لإزالة أسماك ليونفيش، التي عملت بشكل جيد في الأعماق الضحلة في منطقة البحر الكاريبي واستعادة الأنواع الأخرى من الحيوانات المفترسة مثل أسماك الهامور، ومع تعميق قناة السويس في الآونة الأخيرة نحتاج إلى وضع تدابير للمساعدة في منع زيادة غزو هذه الأسماك السامة".
وتسببت هذه الأسماك في الخراب البيئي بعد انتشارها في البحر الكاريبي، وتم تسجيل وجود ليونفيش في كوبا عام 2007 وخلال عامين وجدت بشكل شائع في المياه المحيطة بالجزيرة، في ما نظمت رابطة الدول الكاريبية قمة لمناقشة سبل مكافحة انتشار السمكة السامة، وشجعت كوبا وكولومبيا وجزر البهاما سكانها للبدء في تناول الأسماك لتقليل أرقامها، وتعقد كوبا حاليا بطولة الصيد السنوية لهذه الأنواع، وبدأت المطاعم في تقديم لحم هذه الأسماك الذي يعد طعاما شهيا في اليابان، وشوهدت هذه الأسماك للمرة الأولى في البحر المتوسط قبالة إسرائيل عام 1991، وشوهدت آخرا في المياة اللبنانية والتونسية وفقا لمنظمة UICN، وربما دخلت هذه الأسماك من قبل المتحمسين للحياة المائية أو عبر قناة السويس من البحر الأحمر حيث توجد هناك بأعداد وفيرة.