لندن - ماريا طبراني
تتميز منطقة ساوث داونز بالعديد من المظاهر الطبيعة الخلابة إضافة إلى الحيوانات والطيور المتنوعة التي تضفي بهجة على المكان، حيث تظهر السماء باللونين الأحمر والبرتقالي وكذلك القنوات وبرك المياه الصغيرة شبه مجمدة حتى أن سطحها يبدو مثل لوح زجاجي مذاب لكنه تجمد مرة أخرى، فيما يعلو الضباب الرمادي في الأفق خلف جبال ساوث داونز.
وتنساب المياه بجانب القصب المزروع على طول حافة النهر، وصئيل الخنازير أمرًا مألوفًا ولا يثير الغضب بسبب الهمهمات والصراخ، واستطعت أن أميز صوت ما لا يقل عن 4 أنواع مختلفة من الطيور بشكل منفصل ويبدو شكلهم غريب في الظلام والطقس البارد، وبينما أمشي على ضفة النهر رأيت دجاج الماء يعبر النهر الواحدة تلو الأخرى، وأصبحت أصوات الأنين أكثر نشوزًا.
وكثيرًا ما سمعت عن قضبان المياه الأصغر والأقل حجمًا ومماثلة لحجم دجاج الماء الذي يوجد منه ألوان عدة فمنه البني الغامق والأسود والأبيض والرمادي والأجنحة المخططة وليس الأمر مستحيلًا أن ترى هذه الألوان في الأفق، أما هذه الظلال السوداء الخاصة بالقضبان فهي تزحف على امتداد الحافة البيضاء المجمدة.
وتحلق البومة الشاحبة التي تبدو كالشبح في الحظيرة تجاهي وترفرف بأجنحتها في حركة سلسة ومرنة بدون أي مجهود تشبه تجديف فراشة كبيرة في الهواء، وتمر بجانبي ولا يبعد بيننا سوى قدم واحدة تلفت انتباه الصيادين.
وبعدها عدت مرة أخرى على الطريق على الجسر ويمكنني أن أسمع أصوات الأوز الكندي في الظلام وهو يطفو على ماء النهر.