لندن ـ سليم كرم
تعهدت الحكومة البريطانية بتقديم 5.7 مليون جنيه استرليني لبدء إنشاء غابة شمالية تمتد من ليفربول إلى هال وتشمل الخطط التي يقودها صندوق "وودلاند تروست" زراعة 50 متر من الأشجار على امتداد 120 ميلاً من الأرض بالقرب من الطريق السريع، ومن المتوقع أن يكلف المشروع 500 مليون جنيه استرليني على مدى 25 عاماً، مع أكثر من 10 مليون جنيه استرليني من "وودلاند تروست" .
ويهدف المشروع إلى توفير مصدر جديد للحياة البرية ، فضلاً عن تعزيز الاقتصاد المحلي بما يقدر بنحو 2 مليار جنيه إسترليني من خلال السياحة والوظائف وزيادة قيمة العقارات والحد من مخاطر الفيضانات لحماية 190000 منزل. وتدعي شركة "وودلاند تروست" أن الغابات الجديدة ستساعد في معالجة تغير المناخ من خلال تأمين ما يقدر بنحو 8 ملايين طن من الكربون.
وتعتبرالمملكة المتحدة هي واحدة من أقل البلدان خضاراً في أوروبا، مع 10٪ فقط من انكلترا تغطيها الغابات، مقارنة مع 31٪ من فرنسا و 37٪ من اسبانيا. وتغطي الأشجار حاليا نسبة 7.6٪ فقط من المساحة المخططة للغابات الشمالية.
وقد حددت الحكومة هدف تغطية الغابات بنسبة 12٪ من أجل المساعدة على تحقيق أهدافها لخفض الانبعاثات المناخية ، ولكن "وودلاند تروست" يدعي أنه في عام 2016 كان هناك 700 هكتار فقط من الزراعة في انكلترا، أي أقل بكثير من الهدف الوطني البالغ 5000 هكتار سنويًا.
ومن المقرر أن تبدأ زراعة الغابة في مارس في موقع "وودلاند تروست" الرئيسي الذي يبلغ مساحتها 680 هكتار في ضاحية "سميثيلز" في "بولتون". وستقوم المؤسسة الخيرية بتسليم المشروع بالاشتراك مع خمس غابات مجتمعية تقع داخل المنطقة المقترحة للغابات الجديدة - غابات "ميرسي" ومدينة "مانشستر" للأشجار وغابة "ليدز وايت روز" وغابة جنوب "يوركشاير" المجتمعية ومشروع "هيوودس" .
وتشبه هذه الخطط تلك التي أنشأت الغابات الوطنية في "ميدلاندز"، 200 ميل مربع من الغابات الجديدة المزروعة في شمال "ليسسترشاير"، جنوب "ديربيشاير" وجنوب شرق "ستافوردشاير". وقد بدأ هذا المشروع في عام 1991، وجاء ذلك لتجديد المنطقة بعد انخفاض صناعة التعدين.
وقال تيريزا ماي ، التي أعلن عن تمويل مشروع الغابات الشمالية، الذي يشكل جزءاً من الخطة البيئية التي وضعتها الحكومة منذ 25 عاما : "من الضروري أن نترك كوكبنا في حالة أفضل مما وجدناه، مع هواء نظيف ومساحات أكثر خضراء للجميع، وأضافت " نحن نستثمر أكثر من 3 مليار جنيه استرليني في تحسين نوعية الهواء، ومعالجة التلوث البحري من خلال حظر الميكروبات الضارة وزيادة العقوبات على القسوة الحيوانية لمدة خمس سنوات.
"ولكن لخلق بيئة ملائمة للمستقبل لا يمكننا التوقف هناك ، وهذا هو السبب في أننا ندعم إنشاء هذه الغابة الشمالية الجديدة وسوف نضع قريباً رؤيتنا الطموحة لمواصلة دعم البيئة وحماية صحتها جيدة لأجيال مقبلة ".
وقال مدير "وودلاند تروست" أوستن برادي، إن زراعة المزيد من الغابات "سيحافظ على الكربون على نطاق واسع ، ويعزز مصادر الحياة البرية ويحفظ مدننا " وردا على التزام الحكومة بمبلغ 5.7 مليون جنيه استرليني، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية : "نحن سعداء بدعم رئيسة الوزراء لمشروعنا. انه لشيء رائع للحصول على فكرة الغابات الشمالية على الخريطة. ومن المسلم به أن مساهمة الحكومة النقدية ليست ضخمة، ولكنها ستساعدنا على فتح تمويل آخر ".
وتواجه المجتمعات في جميع أنحاء إنجلترا أيضا تهديدات لمنتزهاتها المحلية والمساحات الخضراء من خلال التطورات . ويجب على الوزراء أن يفعلوا أكثر بكثير لإنقاذ الطبيعة البريطانية المتدهورة، وإعطاء كل طفل الحق في تجربة جديدة كل يوم .