لندن - سليم كرم
كشف باحثون نمساويون عن ذكاء الكلاب بما يكفي، لمعرفة متى ينظر مالكها إلى الطعام وإلى أين ينظر، موضحين أن هذا الاكتشاف يظهر قدرة لم تكن، مؤكدة من قبل للكلاب لرؤية الأشياء من منظور مالكها، كمهارة أساسية من الذكاء الاجتماعي، ولم يظهر الاختبار الجديد قدرة الكلاب على تحديد ما إن كانت عين الإنسان، على مصدر الغذاء فقط لكنه ساعد أيضًا، في تطبيق هذه المعرفة لتفسير إشارات البشر وتلميحاتهم والعثور على الغذاء الذين لا يستطيعون رؤيته بأنفسهم، وأفاد المحقق الرئيسي لودفيغ هيوبر من معهد بحوث مسيرلي في جامعة الطب البيطري في فيينا " القدرة على تفسير سلوكنا وتوقع نوايانا والتي تطورت بوضوح من خلال مزيج من التنشئة والخبرة الفردية، يبدو أنها دعمت القدرة على تبني منظورنا، ولم تتضع بعد الآليات المعرفية التي تسهم في هذه القدرة لكنها تساعد الكلاب على إيجاد طريقهم في عالمنا بشكل جيد للغاية".
وفي المملكة الحيوانية تعد القدرة على توصيف الحالة العقلية (نظرية العقل) قضية مثيرة للغاية وفقا للدراسة التي نشرت في مجلة Animal Cognition، ويمكن أن توفر الدراسة الجديدة دليلا قويا على أن الكلاب قادرة على تبني منظور مالكيها، ومن خلال تبني وضع ونظرة الإنسان تفهم الكلاب ما الذي يمكن أن يراه الإنسان وبالتالي تعرف، وتعد القدرة على الحصول على هذه المعرفة عنصر من نظرية العقل، وتمثل الهد الوحيد من الاختبارات في تأكيد الدراسة التي أجريت في نيوزلندا بشكل مستقل.
وقُدمت أدلة واضحة على قدرة الكلاب على تبني منظور الأفراد والاستفادة من ذلك في الاختبار الجديد الذي طوره الفريق فيما عرف باسم اختبار 'Guesser looking away'، وأضاف هوبر " للحصول على طعام يجب على الكلب أن يفهم من يعلم مكان اختباء الطعام ومن لا يعلم وبالتالي يمكنه التخمين، ويجب على الكلاب معرفة الشخص العارف الذي يمكنهم الاعتماد عليه إذا احتاجوا إلى التقرير بشأن حاوية طعام واحدة"، وفي 70% من الحالات نجحت الكلاب في اختيار الحاويات التي أشار غليها الشخص العارف وبالتالي تمكنوا من إنجاز الاختبار بنجاح، وكانت النتيجة مستقلة عن موقع حاوية الطعام والشخص العارف/ العالِم أو إلى أين ينظر المُخمِن.
وشرح هوبر "يعني ذلك أن الكلاب المختبرة لتحصل على الغذاء كان عليها الحكم بشأن من يعرف مكان الطعام من خلال تبني منظور العارف أو المُخبِر واتباع نظراته"، غلا أن القدرة على تبني منظور الإنسان لا تتطلب القدرة على فهم النوايا أو الرغبات، وتابع هوبر " أظهرت الدراسة أن الكلاب يمكنها معرفة ما يمكن للبشر أو لكلب مثلم أن يراه وما لا يمكن أن يراه، من خلال تبني مواقع البشر واتباع نظراتهم هندسيا تكتشف الكلاب ما يراه البشر ويعرفون من يمكنهم أو لا يمكنهم أن يثقوا فيه".