لندن ـ سليم كرم
يُعتبر تجميد الموتى، بديلا ثوريا، صديقا للبيئة للدفن أو حرق الجثث، ومن المقرر أن يصبح متاحاً في دار الجنازة في جميع أنحاء البلاد. وذلك في تطور بارد على عبارة "من التراب إلى التراب نعود"، حيث يمكن أن تنتهي الجنازات قريبا مع تجميد بقايا أحدهم إلى درجة -200 مئوية ويطحن إلى مسحوق, وينظر مجلس مقاطعة سيفنواكس في كينت خططا لأول محرقة صديقة للبيئة في العالم - على حافة ملعب للغولف في إدنبريدج، مع كنيسة صغيرة ومقهى, وتقوم لجنة القوانين، وهي الهيئة الحكومية التي تقوم بتصحيح التشريعات، بوضع اللوائح التي ستجلب الجنازات "المجففة بالتجميد" بموجب القانون للمرة الأولى حيث تتضاءل الأراضي المتاحة للدفن التقليدي.
لكن النقاد يقولون إن هذا الابتكار"بشع وغير مرغوب فيه", وتتماثل العملية مع حرق الجثث ولكن دون الانبعاثات الضارة والملوثات, ففي دفن الجثث بالتجميد، يتم وضع الجسم في ماكينة آلية ويصب عليها النيتروجين السائل النقي، الأمر الذي يستغرق حوالي ساعة لتبريده لدرجة حرارة تصل إلى -192 مئوية (-313 فهرنهايت)
فيتبلور الجسم ويصبح هشاً، مما يسمح للرفات بإمكانية سحقه إلى الجسيمات, ثم يتم تجفيف هذه الجسيمات بالتجميد لإزالة الرطوبة، والمرشحات تزيل أي غرسات طبية مثل حشوات الأسنان، والنتيجة هي كومة من حبيبات باللون القهوة التي يمكن دفنها في أنبوب ضيق قابل للتحلل.
وقد تلقت إحدى الشركات الرائدة في هذا المجال، وهي شركة تقنية استبدال المحارق ومقرها سوفولك، مئات الآلاف من الجنيهات كمنح حكومية لتطوير نموذج أولي وتقترب من إكمال التكنولوجيا التي قالت إنها ينبغي أن تكلف نفس تكلفة إحراق جثث الموتى, لكن انتوني كيلميستر، رئيس الجمعية الأنجليكانية في كنيسة انكلترا، قال: "هذا يبدو طريقة شريرة للتعامل مع جثث الموتى, وآمل ألا تصبح هذه المقترحات ممارسة منتظمة, إنهم غير محترمين تماما".