واشنطن ـ رولا عيسى
توصل بحث جديد من جامعة ولاية أريزونا، إلى أن الناس يعتقدون أن الجراء البالغة من العمر ثمانية أسابيع هي الألطف، ووجدت الدراسة أن جاذبية الكلاب لدى الإنسان تبلغ ذروتها في حوالي عمر ثمانية أسابيع، وهي نفس الفترة التي تفطمها فيها الأم وتتركها لتدافع عن نفسها، وهناك ما يقرب من مليار كلب في العالم ، 80٪ منها وحشي - ويقول الباحثون إن التدخل البشري أمر حاسم لبقائهم.
إجراء الدراسة على ثلاثة أنواع مختلفة من الجراء:
أثناء قضاء الوقت في جزر البهاما، لاحظ كلايف وين، أستاذ علم النفس ومدير مختبر العلوم بالجامعة في ولاية أريزونا، العديد من الكلاب الضالة وتساءل عما إذا كان هناك ارتباط بين عمر فطام هذه الجراء ومستوى جاذبيتها لدى البشر، فأجرى دراسة باستخدام سلسلة من الصور الفوتوغرافية للكلاب في مختلف الأعمار، من الأسابيع الأولى من الحياة حتى سن الرشد، ثم طُلب من واحد وخمسون مشاركًا تصنيف مستوى الجراء في كل صورة، وتم تصنيف ثلاث سلالات مميزة حسب المظهر: ترير جاك راسل وكاني كورسو وكلب الراعي الألماني الأبيض.
عندما يفطم يسرع الجرو لتكوين علاقة إنسانية مع البشر:
وقال وين: "لقد جاء بالضبط كما كنت آمل أن يحدث ذلك - أن هناك بالفعل عمرًا مثاليًا لأقصى درجات الجاذبية، وأن هذا العمر يصادف إلى حد كبير العمر الذي تقوم فيه الأمهات بفطم صغارهن, وقد تكون هذه إشارة لنا عن كيفية تطور الكلاب للاعتماد على الرعاية الإنسانية، وتبين لنا كيف أن العلاقة بين الإنسان والكلب ليست مجرد شيء نجده مرضيا للغاية في حياتنا, ولكن بالنسبة لهم، فهي الأساس المطلق لوجودهم، إن القدرة على التواصل معنا هو ما يجعل حياتهم ممكنة بالفعل."
متوسط عمر الجاذبية لدى الجراء هو 8 اسابيع:
وأظهرت النتائج أن جاذبية الجراء كانت أقل عند الولادة وارتفعت إلى أقصى حد قبل 10 أسابيع من العمر قبل أن تنخفض ثم تستقر، وكانت الجراء من نوع كاني كورسو أكثر جاذبية للبشر عند عمر 6.3 أسابيع، وجاك راسل عند 7.7 أسابيع ، والرعاة الأبيض عند 8.3 أسابيع, وقال وين "ما يقرب من سبعة أو ثمانية أسابيع من العمر، تماما في العمر الذي تفطمهم أمهم فيه، وتطردهم من العرين ليعيشوا بطريقتهم الخاصة في الحياة، في هذا العمر، وهذا هو الوقت بالضبط عندما يكونون أكثر جاذبية للبشر".
لدى الجراء قدرة هائلة على تشكيل روابط حميمة وقوية وعاطفية مع البشر:
وقد ادعت النظريات السابقة أن أنواع الكلاب كاني كورسو قد نجت بسبب ذكائها، ويعتقد وين أن هذه الدراسة تظهر أن الروابط بين البشر مع الكلاب هي السبب الحقيقي، وقال "أعتقد أن ذكاء الكلاب ليس القضية الأساسية، بل إنها هذه القدرة الهائلة على تشكيل روابط حميمة، وقوية، وعاطفية، وهذا يبدأ من ثمانية أسابيع من الحياة، عندما يكون ذلك مقنعًا لنا"، وقال وين "يبدو لي أن الكلب لديه شيء مميز, الكلاب لديها برنامج اجتماعي مفتوح للغاية، حيث أنهم مستعدون وراغبون في تكوين صداقات مع أي شخص، ومع ذلك فإنه يؤكد أن الناس لا يزالون يحبون كلابهم طوال حياتهم، وقال: "لا تعني الدراسة أن نقول إننا نتوقف عن حبنا للكلاب بعد عمر ثمانية أسابيع، ولكن نقطة الثمانية أسابيع هي النقطة التي يكون فيها جاذبية الكلاب أكبر، فإن قدرة الحيوان على جذب اهتمامنا هي الأقوى، ولكن، بعد أن جذبوا اهتمامنا، ما زلنا نحبهم طوال حياتهم."