واشنطن ـ يوسف مكي
سُجّل أخيرًا، دوي مرعب من الرعد البركاني في العالم للمرة الأولى، ونشأ الرعد نتيجة الصواعق في أعمدة الرماد التي تم إطلاقها من بركان بوغوسلوف في جزر ألوشيان، ومن المعروف على نطاق واسع ظاهرة الرعد والبرق خلال البركان، ويعتقد العلماء أنّ السبب في ذلك هو التصريف الدراماتيكي القوي للطاقة الكهربائية التي تم إنشاؤها في سحب الرماد، ولكن في حين تمكّن الباحثون من التقاط صور البرق البركاني في الماضي، كان الرعد البركاني بعيد المنال، لأنه من الصعب جدًا التمييز بين دوي البراكين، وقد تساعد أحدث التسجيلات في إلقاء ضوء جديد على هذه الظاهرة، ومساعدة الباحثين في تقييم مدى خطورة سحب الرماد.
وأكّدعالم الزلازل في مرصد بركان ألاسكا، المؤلّف الرئيسي مات هاني أنّه "أمر شاهده الناس بالفعل وسمعوه من قبل، لكن هذه هي المرة الأولى التي نكتشفها ونحددها في البيانات العلمية"، وفي هذه الدراسة الجديدة، استخدم الباحثون الميكروفونات في جزيرة مجاورة لرسم خريطة ضوضاء من بركان بوغوسلوف في جزر ألوشيان في ألاسكا، وهي سلسلة تضم أكثر من 50 جزيرة بركانية في شمال المحيط الهادئ، ويقدّم تحليل الرعد البركاني للعلماء طريقة للكشف عن البرق البركاني وربما طريقة لتقدير حجم الرماد، ووجدوا أن شدّة الرعد تتطابق مع كثافة البرق، والذي يمكن أن يساعد العلماء على معرفة مدى خطورة ذلك.
وقال عالم الجيوفيزياء في جامعة بويز ستيت، الذي لم يكن مشاركًا بالدراسة الجديدة، جيف جونسون، "إن فهم البرق الذي يحدث يخبرنا عن مدى انبعاث الرماد، وهذا أمر يصعب قياسه، وإذا كنت تقوم بتحديد موقع الرعد على مساحة طويلة، فيمكنك أن تقول شيئًا عن مدى اتساعه"، ولقد استخدم الباحثون أجهزة استشعار زلزالية لرصد الحركة الأرضية قبل أو أثناء الثوران، و استخدموا الميكروفونات للكشف عن أصوات الرماد الذي ينفجر في السماء ومحسّات البرق لاكتشاف ضربات الصواعق داخل عمود الرماد، إن العواصف الرعدية نادرة في جزر ألوشيان، لذلك عندما تكتشف أجهزة الاستشعار الصواعق، فهذا يعني على الأرجح أن هناك ثورة مستمرة، كما يقول الدكتور هاني، ولقد بدأ بركان بوغوسلوف في التفاقم في ديسمبر 2016، وانفجر أكثر من 60 مرة حتى أغسطس/آب 2017، ولقد أنتج العديد من الثورات الشاهقة ذات السحب الشاهقة التي يزيد ارتفاعها عن ستة كيلومترات (20،000 قدم) والتي عطلت السفر الجوي في جميع أنحاء المنطقة، ولقد كانت ثورات بوغوسلوف في 8 مارس/آذار، و 10 يونيو/حزيران هي تلك التي تم تسجيل الرعد البركاني فيها، ففي 8 مارس/آذار، سجلت الميكروفونات ست دفقات صوت متميزة على الأقل حدثت بعد ثلاث دقائق من بلوغ نشاط الصواعق ذروته، ولقد كانت الميكروفونات على بعد 60 كيلومترًا (40 ميلًا) من البركان، لذلك كان الصوت يستغرق 3 دقائق للوصول إلى الميكروفونات، وقال هاني إن الرعد الذي تم التقاطه بعيدًا يعني أيضًا أنه مرتفع جدًا.
وفي 10 يونيو، التقطت الميكروفونات صافرات صوت قادمة من اتجاه مختلف قليلاً عن الأصوات الصادرة عن الثوران، ووفقا للدراسة، فإن موقع الدفقات يتطابق مع مناطق ذروة نشاط البرق، وقال الدكتور هاني: "إذا كان الناس يراقبون الثوران بشكل شخصي لكانوا قد سمعوا هذا الرعد، أتوقع أن يكون هناك باحثون ومتحمسون آخرون يبحثون في مجموعات البيانات لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم التقاط إشارة الرعد".