لندن ـ كاتيا حداد
يُحذّر بحث جديد من أن انهيار جرفين جليديين مدمجين في القطب الجنوبي من شأنه رفع مستويات البحار العالمية بمقدار بوصة واحدة, حيث إن الاحترار السريع في الآونة الأخيرة في شبه الجزيرة القطبية الجنوبية يُشكّل تهديدًا للأجرف الجليدية في المنطقة، حيث يعتقد أن لارسن سي وجورج السادس معرضين لخطر الانهيار.
و أظهر العلماء أن لارسن سي سيضيف 4 مم (0.15 بوصة) إلى مستويات البحار العالمية إذا انهار، في حين أن انهيار جورج السادس سيساهم ب 22 ملم (0.86 "), ويقول الباحثون إن هذه الزيادة، عند دمجها مع غيرها من المصادر الأخرى، تُشكّل تهديدًا خطيرًا للبلدات والمدن الساحلية عبر العالم, وكان الباحثون , حذّروا في السابق من أن ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 20 سم فقط (7.9 بوصة) قد يتسبب في أضرار تصل إلى 0.77 تريليون جنيه إسترليني (1 تريليون دولار) في المدن الساحلية في العالم كل عام, ومن بين الأشخاص الأكثر عرضة للخطر الأشخاص المقيمون في نيو أورليانز ولويزيانا وغواياكيل في الإكوادور.
حذّر عالم الطب في جامعة برمنجهام الدكتور نيكولاس باراند، المؤلف المشارك في الدراسة الجديدة، من أن الجروف الجليدية لارسن سي وجورج السادس يشكلان تهديدًا خطيرًا لمستويات البحار العالمية, وقال: 'هذه الأعداد، في حين أنها ليست هائلة في حد ذاتها، هي جزء واحد فقط من حجم أكبر على مستوى البحر بما في ذلك فقدان الأنهار الجليدية الأخرى في جميع أنحاء العالم ومن جروف جليد جرينلاند الشرقية في أنتاركتيكا, وأضاف: "مع هذه المصادر الأخرى، يمكن أن تكون التأثيرات كبيرة بالنسبة للدول الجزرية وسكان المناطق الساحلية", "يمكن النظر إلى شبه جزيرة أنتاركتيكا كرائد للتغيرات في الصفائح الجليدية في الشرق والغرب الأنتاركتيكا، حيث تمتد ظاهرة الاحتباس الحراري إلى الجنوب".
أنشأ الدكتور باراند وفريق في مسح القطب الجنوبي البريطاني نماذج حاسوبية لمحاكاة انهيار لارسن سي وجورجس السادس, وتلقى لارسن سي الكثير من الاهتمام بسبب انفصالها عن فيض من تريليون طن منه في الصيف الماضي.
وأوضحت الدراسة أن انهيار الجرف الجليدي سيؤدي إلى مساهمة الثلوج الداخلية بنحو 2.5 ملم (0.1 بوصة) لمستويات سطح البحر بحلول 2100 و 4.2 ملم (0.16 بوصة) بحلول وحذّر الباحثون من أن انهيار الجرف الأصغر لجبل جورج السادس سيكون له تأثير أكبر بكثير, ويمكن أن يساهم انهياره في زيادة مستويات البحار العالمية بخمسة أضعاف، مع إضافة 8 مم (0.3 بوصة) إلى مستويات البحار العالمية بحلول 2100 و 22 ملم (0.86 بوصة) بحلول 2300.
وقال الدكتور كليمنس شانويل، الباحث الرئيسي في الدراسة، الذي أجرى العمل في جامعة برمنغهام والمسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية: "لارسن سي هو الجرف الجليدي الأكبر في الشمال، ولذلك فهو يخضع لأدفأ درجات الحرارة، وأقرب مرشح للانهيار في المستقبل"," أما جورج السادس هو أبعد نحو الغرب والجنوب، أي في مناخ أكثر برودة قليلًا، لكنه لا يزال عرضة لارتفاع درجة حرارة الجو والمحيطات".
و نشرت النتائج في مجلة الاتحاد الأوروبي للعلوم الجيولوجية The
Cryosphere.