لندن - سليم كرم
حذر الباحثون من أن مراقبة كل تحركات أطفالهم ودفعهم ليصبحوا الأعلى مكانة ربما يؤدي بهم إلى الاكتئاب والقلق، ووجد الباحثون أن الكثير من أولياء الأمور لديهم توقعات عالية في أداء أبنائهم الأكاديمي، ويشرح بعضهم هذا من خلال حث الطفل على الحصول على أعلى الدرجات في حين يبالغ البعض الأخر في رد فعله عندما يرتكب الطفل الأخطاء، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى تطور مشاكل رئيسية لدى الأطفال مثل القلق والاكتئاب، وأوضح ريان كونغ الأستاذ المساعد الذي قاد الدراسة في جامعة سنغافورة الوطنية " عندما يتدخل أولياء الأمورب شكل متغطرس في حياة أطفالهم فإن هذا يكون إشارة لدى الأطفال على أنه ما يفعلونه ليس جيدا بما فيه الكفاية"، وفي دراسة استمرت لمدة 5 سنوات على أطفال المدارس الابتدائية في سنغافورة، ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يعانون من تدخل الآباء المفرط في حياتهم يكونون أكثر ميلا لنقد ذاتهم بشكل حاد ويزيد هذا الاتجاه على مر السنين.
وأفيد أن الأطفال المشاركين في الدراسة ممكن لديهم مستوى عال من النقد الذاتي يعانون بشكل مرتفع من متلازمة أعراض القلق أو الاكتئاب، وتناولت الدراسة تطور سوء التكيف مع فكرة الكمال وخاصة الكمال السيء لدى أطفال المدارس الابتدائي في سنغافورة، وبمرور الوقت ربما يصبح الطفل خائفا من ارتكاب أي خطأ صغير ويلوم نفسه لأنه ليس مثاليا، وبمرور الوقت يكون هذا السلوك المعروف باسم " الكمال غيرا لقادر على التكيف" ضار للطفل كما يزيد من خطر ظهور أعراض الاكتئاب والقلق وربما الانتحار في الحالات الخطيرة.
وفحصت الدراسة في جامعة سنغافورة الوطنية جانبين من جوانب التكيف مع الكمال لدى الأطفال وهما النقد الذاتي ويقصد به الميل إلى القلق بشكل مفرط من ارتكاب الأخطاء أو العيوب ويوصف اجتماعيا بالكمال وينتج عن وجود توقعات عالية غير واقعية من الآخرين تجاه الشخص، وأجرى الدراسة البروفيسور المشارك هونغ وفريقه على مجموعة من الأطفال عمرهم 7 سنوات من مجموعة من 10 مدار في سنغافورة وفي كل عائلة كان أولياء الأمور يشاركون طفلهم في الدراسة، وتمت الدراسة لمدة 5 سنوات من 2010 حتى 2014، في حين ركزت دراسات أخرى على التكيف مع الكمال لدى المراهقين وطلاب الجامعاتالجامعات، وتعد دراسة جامعة سنغافورة فريدة من نوعها لأنه تدل على الارتباط بين تدخل الوالدين والنقد الذاتي بين أطفال المدارس الابتدائية الصغار.
وأظهر تحليل البيانات التي تم جمعها من 263 طفلا أن حوالي 60% منهم تم تصنيفهم باعتبارهم لديهم زيادة أو ارتفاع في النقد الذاتي في حين صُنف 78% من الأطفال باعتبارهم لديهم نسبة عالية مما سُمي اجتماعيا الكمال، بينما عانت بنسبة 59% من الأطفال من النقد الذاتي وما سُمي اجتماعيا بالكمال، وأضاف هونغ " تشير نتائجنا إلى أن المجتمع الذي يركز على التفوق الأكاديمي وهو الوضع في سنغافورة فربما يضع الأباء توقعات عالية بشكل غير واقعي على أطفالهم، ونتيجة لذلك يصبح جزء لا بأس به من الأطفال خائفين من الوقوع في الخطأ، ولأنه من المفترض أن يكونوا مثاليين فإنهم لا يميلون إلى قبول الفشل والقصور وطلب المساعدة عند الحاجة ما أدى إلى تفاقم مشاكل عاطفية لدى الأطفال".