دراسة تكشف عن إمكانية التنبؤ بأداء الطفل في الرياضيات من عمر ستة أشهر

كشف الباحثون أن حيز إدراك الطفل في عمر ستة أشهر يمكن أن يكشف عن أدائه في الرياضيات في وقت لاحق من حياته. وربطت الدراسة العلمية بين حيز الإدراك والرياضيات وهو ما يمكن أن يفسر سبب تقبل بعض الناس للرياضيات في حين يتجنبها آخرون، ويظهر قياس حيز الإدراك في مرحلة الطفولة كيف سيفعل الأطفال في الرياضيات في عمر 4 سنوات، وبين عالم النفس في جامعة "إيموري" ستيلا ورينكو والذي أجرى مختبره البحث أن "النتائج تشير إلى أنها ليست مجرد مسألة ذكاء الأطفال في عمر 4 سنوات، لكننا نعتقد أن الأمر يتعلق بحيز الإدراك المبكر والقدرة على الرياضيات".

وتحكم الباحثون خلال الدراسة الطويلة في القدرات المعرفية العامة للأطفال بما في ذلك المفردات والذاكرة العاملية والذاكرة المكانية وسرعة المعالجة. وتابع لورينكو " قدمنا أول دليل موثق على وجود علاقة بين حيز الإدراك والقدرة على الرياضيات، وأظهرا أن حيز الإدراك يبدأ مبكرا في الحياة في عمر ستة أشهر مع توقع استمرارية هذه القدرة والتنمية الرياضية، ونعلم أن هذه المهارة طيعة ويمكن تحسينها". وأظهرت أبحاث سابقة أن الاستعداد المكاني في عمر 13 عاما ينبئ بالإنجازات المهنية والإبداعية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لمدة 30 عاما لاحقة، واختبر لورينكو 63 طفلا تتراوح أعمارهم بين 6-13 شهرا بالنسبة للمهارة البصرية المكانية المعروفة باسم "التحول العقلي" أو القدرة على تحويل العناصر في الفضاء العقلي.

وعدَّ التحول العقلي سمة مميزة للذكاء المكاني، وعاد 35 طفلا (84%) من العينة الأصلية في عمر 4 سنوات لاستكمال الدراسة المطولة، وتم اختبارهم  مرة أخرى بشأن قدرة التحول العقلية بجانب التمكن من مفاهيم الرياضيات الرمزية البسيطة، وبينت النتائج أن الأطفال الذين قضوا وقتًا أكبر في النظر أمام مرآة من الصور كان لديهم قدرات تحول عقلي أكبر في عمر الرابعة وكان أداؤهم أفضل في مشاكل الرياضيات، وبجانب المساعدة في تحسين التعليم المبكر المنتظم للرياضيات تساعد هذه النتائج في تصميم تدخلات للأطفال ذوي الإعاقة في الرياضيات.