نصف أطفال بريطانيا المصابين غير مرغوب فيهم بالمدارس


كشفت الإحصائيات أن ما يقرب من نصف الأطفال المصابين بالتوحد في إنجلترا، يتم استبعادهم بشكل غير قانوني من المدرسة، لأن المعلمين لا يمكنهم التعامل مع سلوكهم، وأرسل نحو 20 ألف طفل من المدرسة إلى منازلهم أو طُلب منهم عدم الذهاب إلى المدرسة في أيام الاختبارات أو الرحلات. ويعد هذا الاستثناء غير قانوني إذ قامت به المدرسة دون توفير الأوراق الصحيحة. وأشار تقرير جمعية Ambitious About Autism  التي تهدف إلى تحسين فرص الشباب الذين يعانون من التوحد، حيث تم مسح 745 عائلة في بريطانيا، وتبين أن الأطفال المصابين بالتوحد أكثر عرضة بمعدل 4 مرات للاستبعاد نهائيا من المدرسة عن أي طفل آخر، مع طرد ما يقرب من ربع المشاركين رسميا من المدرسة في مرحلة ما.
ووجد التقرير أن الأمر لا يقتصر على تفويت وقت المدرسة على الأطفال المصابين بالتوحد بسبب استثناءات غير قانونية ولكن مع عدم تسجيل ذلك يظل حجم المشكلة مخفيًا ما يصعب على العائلات الدفاع عن حقوق أبنائهم، نحن نعلم أن الاستثناءات غير القانونية شائعة، حيث أكد 33% من قادة المدارس أنهم يعرفون طفلًا واحدًا على الأقل مصاب بالتوحد تم استبعاده من المدرسة بشكل غير قانوني في العام الماضي". ويعاني الأطفال المصابون بالتوحد من صعوبات في التفاعل الاجتماعي والقلق، وربما يعانون من اضطراب التكامل الحسي ما يجعلهم حساسين للمس والاستماع ورؤية الضوضاء والضوء بشكل مكثف، ويحضر الغالبية العظمى من الأطفال المصابين بالتوحد في بريطانيا في مدارس التعليم العام والأكاديميات والمدارس الخاصة.
ويمكن استبعاد الطفل من المدرسة قانونا وفقا للمبادئ التوجيهية للحكومة لعدد محدد من الأيام أو بشكل دائم، ولكن يجب تسجيل ذلك رسميا، فيما يعتبر إرسال التلاميذ إلى المنزل مبكرا للتهدئة لفترة أمر غير قانوني، وتقول إليزابيث آرتشر من جمعية  Ambitious About Autism  للتايمز " إذا كانت عينتنا ممثلة فإن هناك نحو 20 ألف طفلا في إنجلترا يتم حرمانهم بطريقة غير شرعية من أجزاء من التعليم، ويفترض أن تدفع الاستثناءات الرسمية المدرسة والسلطة المحلية للنظر مرة أخرى في تلبية الاحتياجات، ونعتقد أنه إذا لبت المدرسة حاجات الأطفال المصابين بالتوحد سيقلل الاستبعاد عن هذا المستوى".
ووجد التقرير أن ما يقرب من ثلاثة أرباع الآباء يرون أن الحصول على الدعم المناسب في مدارس أطفالهم المصابين بالتوحد مجهد للغاية ما يجعلهم يفقدون النوم، ويجد 80% من الأطفال المصابين بالتوحد المدرسة مجهدة حيث يشعرون بالقلق من الحضور يوميا، ويرى أكثر من النصف أن هذا القلق منهك ويجعلهم يفوتون أيام فى الدراسة. وأفاد جوناثان أندروز رئيس جمعية مجلس الشباب الخيرية أنه صُدم من خذلان الشباب الذين يعانون من مرض التوحد بهذه الطريقة.
 وأضاف التقرير " كل طفل يستحق الحصول على تعليم جيد والأطفال الذين يعانون من التوحد ليسوا استثناء، والعديد منهم يظهرون اهتماما كبيرا بالتعلم ويملكون مهارات لتقديمها للعالم الذي يعد تطوير التعليم دوره الأساسي، لكنهم يحتاجون إلى الدعم الأساسي خلال ذلك، ويعد الوعي بالتوحد وغيره من الاحتياجات التعليمية الخاصة ضروريا بين المعلمين إذاأردنا توفير حياة قوية للشباب الذين يعانون من مرض التوحد بدلا من تكرار الممارسات السيئة، ويجب أن يشعر من يعانون من التوحد بالتفهم وتجنب استبعادهم ووصمهم بسبب حالتهم، ويجب أن ينشأوا سعداء واثقين من أنفسهم وقادرين على الاستمتاع والاستفادة القصوى من تعليمهم واستخدام مهاراتهم لصالح المجتمع".