أطفال يقضون 15 ساعة أمام الإنترنت

كشفت دراسة حديثة، عن أنّ صبية المدارس يستطيعون خداع برامج الحماية العمرية التي تمنع دخولهم المواقع الإباحية. إذ بيّنت دراسة أوف كوم" أنّ المواقع المفضّلة لدى هؤلاء الصبية تشمل مواقع الدردشة ومواقع الملاهي الليلية وحتى مواقع القرصنة التي تسمح لهم بدخول المواقع الإباحية. ومن ثم يعرب خبراء في مجال أمن الإنترنت عن قلقهم من الآباء متخلفين تقنيًا من حماية أبنائهم من خطر الإنترنت.

وذكر "توني نيت" المدير التنفيذي لإحدى شركات أمن الإنترنت، أنه قد يبدو الأمر أشد خطورة بالنسبة للصبية الذين يدخلون على تلك المواقع من أولئك الذين يعدو وراء السيارات المسرّعة أو يدخنوا السجائر خلسة دون علم أبيهم أو يشربوا بعض المسكرات؛ فكل هذه الأساليب تمثل تمرد على السلطة الأبوية.

وتستطرد "أوف كوم" أن تلاميذ يقضون في المتوسط 15 ساعة أسبوعيًا أمام مواقع الإنترنت، أي بزيادة قدرها ساعة و18 دقيقة عن العام المنصرم. وفي نفس السياق نشرت إحدى وكالات الأخبار جدولًا لأعلى مواقع الإنترنت زيارة من قبل الصبية بين عمر 6 سنوات و14 سنة، إذ جاء "فيسبوك" في المرتبة الثامنة وهو الموقع الذي من المفترض عدم استخدامه من قبل الأطفال من هم دون الثالثة عشرة ربيعًا. وهذا غير مفاجئ للكثيرين حيث أن محركات البحث تظهر أن مواقع التواصل الاجتماعي هي الأكثر رواجًا، لكن الأكثر خطرًا من ذلك تلك المواقع التي تضم بين طياتها أفلام تحمل تنويهًا "للكبار فقط" إذ من المفترض على الوالدين أن يمنع أطفالهما من مشاهدة تلك الأفلام. فإن كان هناك بعض المواقع تضع قيودا لذلك فيوجد الكثير الأخرى أكثر تساهلًا.

وحلّت مواقع الألعاب ومواقع المقامرة الإلكترونية في المرتبة الخامسة من التصنيف السابق، إذ أنها هي الأخرى مخصصة للكبار فقط إذ تعقّب دراسة "أوف كوم" أن تلك المواقع تعد من المواقع المئة الأعلى رواجًا بين صبية المدارس.

ويحل في المرتبة الخامسة أيضا مواقع التسويق الإلكتروني كــ "أمازون وإي باي"، حيث توفر هذه المواقع لتلك الصبية فرصة للمقامرة ببيع وشراء السلع المعروضة. وعلى استحياء من باقي المواقع يأتي موقع "ماس هوم ورك (واجب الحساب)" وهو موقع تعليمي من بين تلك المواقع التي يفضل دخولها صبية المدارس، لكن المحزن أن الأطفال البارعين في أمور التكنولوجيا يستغلون ذلك في عمليات الغش للحصول على الإجابات الصحيحة التي يطرحها هذا الموقع.

وأظهرت أيضًا دراسة "أوف كوم" أن حوالي 30% من آباء الأطفال بين أعمار 5 سنوات إلى 15 سنة يستخدمون برامج حماية ضد بعض مواقع الإنترنت، بينما السواد الأعظم من الآباء يستخدمون طرقًا تقليدية – غير تقنية – في ذلك كالإشراف على محتوى الإنترنت الذي يستخدمه أبناؤهم بين الحين والحين. كما أوضحت الدراسة أيضًا ارتفاع عدد الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 سنة و15 سنة من قدرتهم على تعطيل برامج الحماية وقدرتهم كذلك على حذف بيانات المتصفح السابقة، وهذا بزيادة قدرها 17% لهؤلاء الصبية مقارنة بنسبتهم العام الماضي بنحو 11%.

وأفاد "بيتر تيرنر" الخبير الأمني في شؤون الإنترنت لشركة "أفاست" أن 96% من الآباء لأطفال بين عمر 5 سنوات إلى 15 سنة يستخدمون طريقة واحدة على الأقل في حماية أبنائهم من خطر تلك المواقع، والطرق الأربعة هي (الأدوات التقنية للحماية-اتباع قوانين المنزل-الإشراف الأبوي-المصاحبة والمصاهرة)، لكن أربعة من عشرة آباء هم من يستخدمون الطرق الأربعة في حماية أبنائهم من خطر تلك المواقع.

ودعا موقع "ديلي ميل" إلى تكاتف الجهود لعمل حملة بغلق المواقع الإباحية بصورة تلقائية لحماية الأطفال من هم دون الثامنة عشرة.