واشنطن - صوت الإمارات
تروي معلمة وأصدقاء جورج فلويد الذين عرفوه عندما كان مراهقا في هيوستن، أنه كان شخصا مرحا محبا للغير ورياضيا قويا يحرص على الأصغر منه سنا.وفلويد الذي نشأ في مدينة هيوستن في تكساس، كان معروفا في حيه "ثيرد وورد" حيث تقيم غالبية من الأميركيين السود وحيث ترعرع وتلقى تعليمه.
وتداول العالم بأسره اسم الأفريقي-الأميركي البالغ من العمر 46 سنة بعد نشر فيديو معاناته تحت ركبة شرطي أبيض في 25 مايو في مينيابوليس حيث كان يعيش منذ العام 2014.وعثرت وينيل سيكستون معلمته آنذاك في ملفاتها على نص قصير ورسم لفلويد في سن السابعة. وكان مصدر إلهامه ثورغود مارشال أول قاض أفريقي-أمريكي في المحكمة العليا.
كان رسم نفسه بلباس قاض وكتب "عندما سيقول الناس حضرة القاضي هو من سرق المصرف. سأجيب اجلس. وفي حال لم يمتثل سأطلب من الحارس إخراجه من القاعة. ثم سأضرب بمطرقتي على الطاولة وسيصمت الجميع".
قد يهمك ايضا
استمرار التظاهرات الغاضبة المناهضة للعنصرية وعنف الشرطة في الولايات المتحدة
عائلة فلويد تطالب الأمم المتحدة بالتدخل في إصلاح القوانين الأمريكية
ويقول مالوري جاكسون مرتديا قميصا أحمر كتب عليه "جورج فلويد" وعبارته الأخيرة "لا أستطيع أن أتنفس"، إنه منذ وفاته لم يعد قادرا على النوم أو الأكل. ويضيف "ترى أحد أصدقائك على شاشات التلفزيون لكل الأسباب الخاطئة وتعلم جيدا أنك لن تتمكن من رؤيته مجددا. إنها حقارة".
وكان مالوري وجورج التقيا لأول مرة خلال حصة لتدريس الإنجليزية في المدرسة، ويتذكر الرجل الأسود البالغ الـ44 من العمر الذي بات يعمل في مجال التأمين "كنا نبتكر إيقاعات في الصف وأضرب على المنضدة كأداة موسيقية".
ويضيف مالوري جاكسون من داخل حرم مدرسة جاك ياتس حيث درسا "كانت قامته تفرض الاحترام لكنه لم يكن وحشا أو أي شيء من هذا القبيل. لم يكن شريرا". ويتابع "كان دائما الشقيق الأكبر".
ويقول مالوري "كان يعشق حي ثيرد وورد. كان يرغب في أن يتحسن الجميع فيه. حتى أنه ترك الحي بحثا عن فرص عمل أفضل" ليكون مثالا يحتذى به.
وفي 2015 كان يعيش في هذا الحي في هيوستن 60 في المئة من الأفارقة الأمريكيين مقابل 23 في المئة في باقي المدينة بحسب أرقام الاحصاءات. ومتوسط دخل الأسر في هذا الحي أدنى بمرتين من باقي أحياء هيوستن.
وفي الأيام الماضية توجه عدد من الأشخاص إلى الحي لتكريم ذكرى فلويد، حيث رسمت لوحة جدارية قرب المباني الصغيرة من القرميد الأحمر. ورسم على اللوحة وجه فلويد محاطا بجناحي ملائكة مع عبارة "ستتنفس إلى الأبد في قلوبنا".
ويقول ريديك أدواردز الذي التقى جورج فلويد على ملعب لكرة السلة في الهواء الطلق في الصيف الذي سبق دخوله إلى المدرسة، كانت قامته وخفة حركته مصدر إعجاب.
ويضيف لفرانس برس "كنت معجبا بأسلوبه في اللعب". وشجع فلويد ريديك الذي كان يصغره بعامين واعتبره في حينها "رياضيا عظيما"، على الأرض ومنحه الثقة اللازمة لتحسين أدائه.
وتبلغ ريديك إدواردز وفاة جورج فلويد من نشرات الأخبار على التلفزيون أثناء تناول العشاء مع نجله البالغ 9 سنوات. وقال "سألني ابني "لماذا يفعلون ذلك به إذا كان مكبلا وممدا على الأرض؟".
ويقول ريديك الذي يعمل تقنيا في مستشفى إنه "غاضب جدا" و "في حداد"، لكنه يرى أنه "من العظيم أن يصبح شخص من بيئة متواضعة" مشهورا في كافة أقطار العالم.
ويضيف "نرى الآن العالم متحدا يطالب ما طالبنا به منذ زمن طويل حتى قبل ولادتي: العدالة ومعاملة منصفة"، وهذا مثال عدالة كان ينادي به جورج فلويد منذ المدرسة الابتدائية.