القاهرة _ حسن أحمد
أكدت أستاذ مساعد الإعلام في كلية الآداب، في جامعة سوهاج، ومقرر المجلس القومي للمرأة في المحافظة الدكتورة سحر محمد وهبي، أن هناك العديد من المشكلات التي تعاني منها المرأة السوهاجية، والتي رصدها المجلس، ومنها ابتعاد السيدة والفتاة السوهاجية وبخاصة أهالي القرى والريف عن التعليم، وكذلك مشكلة عدم التوريث للفتاة في بعض القرى وعدم وصول المرأة إلى المناصب القيادية، في سوهاج وعدم نشر الوعي الثقافي والفكري، لخلق وظائف بديلة للوظائف الحكومية، مشيرةً إلى أن المجلس يعمل على إيجاد حلول للعديد من هذه المشكلات.
وأوضحت وهبي في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، أن المجلس سينظم مؤتمر جماهيري على مستوى المحافظة خلال الأيام القليلة المقبلة، لنشر وتوعية السيدات والفتيات والرائدات، وحثهم على المشاركة الفعالة في العملية الانتخابية، وبخاصة انتخابات المحليات المقبلة، لافتةً إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى 250 سيدة وفتاة سبق لهم خوض المعركة الانتخابية وأيضاً الدعوة ستكون عامة لكل أبناء سوهاج لحضور هذا المؤتمر، وسيتم إقامة ورش عمل وإلقاء محاضرتين الأولى عن قانون الإدارة المحلية، والمحاضرة الثانية ستدور حول كيفية إدارة الحملة الانتخابية بنجاح.
وأشارت مقرر المجلس القومي للمرأة في سوهاج إلى أن المجلس يسعى إلى إتاحة المشاركة السياسية والمجتمعية لجميع السيدات على اختلاف طوائفهم سواء سيدات كبار السن أو السيدات الرائدات أو الشباب والمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وأيضاً سواء كانوا مسلمين أو مسيحين ومؤهلات عليا أو متوسطة أو حتى من الحاصلين على شهادات محو الأمية، كما يستهدف المجلس الطالبات في مرحلة التعليم الثانوي بجميع أشكاله العام أو الفني.
وأضافت أن المجلس يستهدف من نشر التوعية الثقافية والفكرية حول المشاركة السياسية ليس خوض الانتخابات فقط، ولكن توضيح الصفات والسمات التي بناءً عليها يتم اختيار عضو مجلس النواب الذي سيمثل المجتمع ويتحدث بأسمائهم، مشددةً على ضرورة أن يكون نائب الشعب من المهتمين بالعمل المجتمعي والتطوعي والخدمي، ولا يرغب في منصب أو شهرة فقط والبعد عن النظام القديم في الاختيار، والذي يرتبط بالقبيلة العصبية والمعارف وفي النهاية نجد نائب لا يصلح لتمثيل المجتمع.
وبيّنت وهبي، أن هناك أكثر من محور يتم العمل عليه، للقضاء أو الحد من ظاهرة التسرب من التعليم، والتي تظهر بصورة كبيرة وملحوظة في القرى والنجوع وبحث أسباب هذا التسرب والعمل على تذليل العقبات أمامهم، وتمكينهم من التواجد داخل المراحل التعليمية المختلفة وعدم اختصارهم على مرحلة بعينها. ولفتت إلى أنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين المجلس القومي للمرأة والهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار لحصر الفتيات الذين حصلوا على شهادات محو الأمية، مضيفةً أن هناك نماذج وصلت لمرحلة التعليم الجامعي وتقديمهم كنموذج مشرف لتجربة القضاء على الأمية.
وتابعت "هناك خطة أيضاً لانتشار أعضاء المجلس في القرى والنجوع بمساعدة المتطوعين للذهاب إلى المتسربين من التعليم وتوضيح مخاطر هذه المشكلة وحثهم على اغتنام الفرصة وتعويض ما قد مضى، وحث أولياء الأمور على متابعة أبنائهم داخل المدارس، مشيرةً إلى أنه سيكون لدور العبادة سواء المساجد أو الكنائس دورًا كبيرًا في المشاركة في التوعية، حول مخاطر التسرب من التعليم وبخاصة للفتاة. وألمحت إلى أن هناك العديد من الحملات والمؤتمرات التي يقوم بها المجلس لتوعية المرأة الريفية، ومنها حملة " ة " التاء المربوطة لطرق الأبواب، والهدف منها تحفيز الفتاة على المشاركة السياسية سواء بالترشح أو بالتصويت داخل مقرات الاقتراع الانتخابية، بمشاركة الرائدات الريفيات.
وأعلنت عن أنه سيتم عقد 6 ندوات داخل 6 قرى في المحافظة، قريتين في شمال المحافظة وقريتين في جنوب المحافظة وقرية حي غرب سوهاج وأخرى في حي شرق سوهاج، موضحةً أن هذه الحملة ستجوب جميع أنحاء كل قرية حتى نصل إلى المرأة الريفية في عقر دارها، وننشر أهمية المشاركة الفعالة في المجتمع. وأضافت أنه سيتم ملئ 900 استمارة لتوضيح أهم مشكلات المرأة من صحة وتعليم وإسكان، ومن ترغب في الترشح وسيتم ثقلهم فكريًا وعلميًا، وكيفية التعامل مع الانتخابات من خلال أساتذة جامعات حتى تكون هناك قاعدة بيانات، لمن ترغب في الترشح، مما سيسمح للأحزاب الاستعانة بهم في انتخابات المحليات، وخاصة أنهم سيكونوا مؤهلين لذلك بشكل جيد.
وواصلت مقرر المجلس القومي للمرأة، حديثها قائلة "إن المجلس يرحب بكل سيدة وفتاة لديها مشروع صغير أو مشروع حرفي وأشغال يدوية، أنه تمت مخاطبة جمعية "عين الحياة"، للمحافظة على البيئة بأن هناك العديد من الفتيات لديهم مشروعات صغيرة وحرفية، وتم التواصل معهم والعمل على تقديم مساعدات لهم وخلق أسواق لترويج تلك المنتجات. وأوضحت وهبي أن جمعية عين الحياة قدمت أكثر من نموذج لمشروعات صغيرة ومشروعات منزلية، مثل زراعة أسطح المنازل والأعمال الحرفية والمشروعات الصغيرة وتربية الأسماك في أحواض صغيرة، داخل المنازل والمشغولات اليدوية التي تشتهر بها سوهاج.
ولفتت إلى أن هناك العديد من الخدمات التي يقدمها المجلس للسيدة السوهاجية، بجانب المؤتمرات والندوات التثقيفية، مشيرةً إلى أنه يوجد في المجلس محاميان لبحث أهم قضايا المرأة مثل منع المرأة من المناصب القيادية والعمل على تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، داخل المصالح الحكومية وظاهرة عدم التوريث والزواج المبكر والخلع والطلاق. وفي نهاية حديثها طالبت الدكتورة سحر وهبي، المرأة السوهاجية بالاندماج داخل المجتمع ودخولها في العمل السياسي والحد من ظاهرة التسرب من التعليم وتفعيل ثقافة العمل الحر للسيدة، مثل عمل رعاية المسنين ومربية منزل، قائلةً "هذا أفضل من الانتظار عدة سنوات، للحصول على وظيفة حكومية، فلابد من تفعيل ثقافة العمل الحر ودول جنوب شرق آسيا تقوم بهذه الأعمال".