لندن ـ كاتيا حداد
قد تظهر علامات التوحد لدى الأطفال في سن مبكر، يبلغ أربعة أشهر من عمر الطفل، وفقًا لدراسة جديدة تبحث في كيفية تفاعل الأطفال الرضع مع الألعاب والاستماع إلى الضحك أو البكاء, حيث أظهر الأطفال الذين تم تشخيصهم في وقت لاحق بأنهم يعانون من اضطراب طيف التوحد مستوى أقل من نشاط الدماغ في الاستجابة لمقاطع الفيديو الاجتماعية للأشخاص الذين يلعبون "الاستغماية"، بالإضافة إلى الضحك والسعال أو التثاؤب أو البكاء, لكنهم كانوا أكثر تفاعلًا مع الصور غير الاجتماعية للأشياء غير الحية، مثل السيارات.
التوحد يتوارث في العائلات
كما يعتقد أن التوحد يتوارث في العائلات، فقارن العلماء بين فحوص الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين أربعة وستة أشهر، والذين لديهم أشقاء مصابون باضطراب طيف التوحد، وأولئك الذين ليس لديهم، للوصول إلى استنتاجاتهم, وهناك ما يقدر بنحو 700000 شخص في طيف التوحد في المملكة المتحدة, بينما في الولايات المتحدة، يعتقد أن العدد يصل إلى 3.5 مليون.
جهد تعاوني من قبل العلماء
تُعد هذه الدراسة، وهي جهد تعاوني من قبل العلماء في بيركبيك، وجامعة لندن، وجامعة كامبريدج، وكلية يونيفرستي كوليدج لندن، وكينغز كوليدج لندن، وجزء من شبكة دراسة التوحد البريطانية لأطفال الأخوة الرضع (باسيس BASIS), هي أول دراسة تظهر كيف أن دماغ الطفل واستجاباته قبل سن ستة أشهر ترتبط مع تشخيص اضطراب طيف التوحد في وقت لاحق من الحياة.
تحيزات متعمدة
في حديثها مع سارة كنبتون لصحيفة "صنداي تلجراف"، قالت الدكتورة سارة لويد-فوكس من مركز بيركبيك للدماغ والتنمية المعرفية، "نظرًا لأهمية الاستجابة للآخرين في عالمنا الاجتماعي، فمن الممكن أن يكون هناك تحيزات متعمدة مختلفة في الأطفال قد تؤثر على تطور استجابات الدماغ الاجتماعية، والتي يمكن أن تستمر في التأثير على مسار نمو الطفل مع تقدمه في السن"
الأنماط المبكرة للتنمية المتغيرة
وأضافت أنه من المهم تحديد الأنماط المبكرة للتنمية المتغيرة التي قد تكون مرتبطة فيما بعد باضطراب طيف التوحد، لأنها ستسمح للأطباء بتقديم تدخلات سابقة وتزويد العائلات بسبل سابقة للدعم, قد يعني هذا إعطاء الطفل والآباء استراتيجيات جديدة لإعادة جذب انتباههم نحو الإشارات الاجتماعية الهامة وتعلم طرق مختلفة للتفاعل".
أحدث النتائج
تأتي أحدث النتائج بعد أسابيع فقط من دراسة أخرى تشير إلى أن النساء اللواتي يعانين من متلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة إلى الإصابة بمرض التوحد, حيث اكتشف العلماء أن النساء ذوات هذه الحالة الشائعة يواجهن فرصة أكبر بنسبة 35 في المائة لإصابة صغارهن بهذا الطيف, وقد تم الترحيب بالدراسة باعتبارها جزء هامة من الأدلة الجديدة، حيث يواصل المجتمع الطبي البحث عن سبب اضطراب طيف التوحد
هرمون التستوستيرون
وأشارت الدراسات السابقة إلى اللوم على مستويات مرتفعة من هرمون التستوستيرون، مع أحدث النتائج التي توصلت إليها جامعة كامبريدج بهذا الشأن, ويعتقد الباحثون أن متلازمة تكيس المبايض تصيب امرأة من بين كل عشر نساء وتسببها مستويات عالية من الهرمون الذي ينتقل إلى الصغار في الرحم, وقد تم أخذ بيانات من 8500 امرأة مصابة بمتلازمة تكيس المبايض وأولادهم من قاعدة بيانات خدمة الصحة الوطنية البريطانية للدراسة, ثم قارنها علماء جامعة كامبردج مع مجموعة من 41000 امرأة غير مصابات بهذه الحالة الشائعة وأطفالهن.
كان لدى النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض فرصة بنسبة 2.3 في المائة للحصول على طفل مصاب بالتوحد، مقارنة بالنسبة البالغة 1.7 في المائة للذين لا يعانون من متلازمة تكيس المبايض, وتستند الدراسة، التي نشرت في " Translational Psychiatry "، إلى العمل المبذول في عام 2015، حيث وجدت أن الأطفال المصابين بالتوحد لديهم مستويات أعلى من هرمون التستوستيرون, ويعتقد الخبراء أن هذا قد يفسر سبب احتمال أن يكون الفتيان أكثر عرضة للإصابة بأربعة أضعاف مقارنة بالفتيات.