الطفل يتعلم أن يكون وقحا من خلال تفاعلهم مع أدوات التعرف على الصوت

يمتلك معظم الأطفال اليوم أجهزة بمساعد ذكي، مثل أليكسا وسيري، للمساعدة في الإجابة على الأسئلة، لكن هؤلاء المساعدين الذكيين يتسببون اليوم في أن ينسى الشباب الصغار آدابهم عند التحدث إلى أشخاص آخرين، هذا وفقا لخدمة تشيلدويز، وهي متخصصة ورائدة في مجال البحوث مع الأطفال والشباب، التي وجدت أنّ الأطفال ينسون الآن قول "من فضلك" و"شكرا لك" لأن المساعدين الرقميين التي يتم التحكم فيها بالصوت ستتسامح عن الأسئلة التي توجه إليها بطريقة وقحة، ويمكن أن يكون أحد الحلول لإضافة إعداد يحدد تقديم الطلب بطريقة مهذبة من أجل الحصول على رد.

وقال التقرير إن الخط الفاصل بين الشخص الرقمي والإنسان الحقيقي قد لا يكون واضحا للأطفال، فيمكن للأطفال إصدار أوامر مجهولة الهوية، مثل "أضبط المنبه على 7 صباحا" والمساعد الرقمي سوف يستجيب دون شكوى، على عكس الإنسان أكثر استياء بسهولة، وفي بيان مكتوب قال سيمون ليجيت، مدير الأبحاث في تشيلدويز: "تبين أبحاثنا أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين تسعة إلى 16 عامًا يتحدثون حقا لأجهزة التعرف على الصوت مثل المساعد الشخصي الذكي سيري واليكسا هذا العام، والأطفال الأصغر سنا يستخدمونها أكثر من غيرهم، "نحن في نقطة التحول من هذه التكنولوجيا وهي على وشك أن تصبح سائدة للأطفال، وهذا من المرجح أن يكون له آثار حول كيفية تعلم الأطفال التواصل، فهل سيصبح الأطفال معتادين على قول وتنفيذ كل ما يريدون للمساعد رقمي" مثل أفعل هذا، افعل ذاك "، والتحدث بوقاحة كما يحلو لهم دون أي عواقب، فهل بعد ذلك سيبدؤون في فعل الشيء نفسه مع المعلمين؟"، وأظهرت أبحاث تشيلدويز أن الأطفال الأصغر سنا، الذين يكبرون مع هذه التكنولوجيا، يشعرون بمزيد من الراحة في استخدامه لمساعدتهم في المهام اليومية، مثل المساعدة في استهجاء الكلمات، وفي سن 15 إلى 16، أقل من نصف الأطفال الذين يستخدمون هذه التكنولوجيا في المنزل يقولون أنها يستخدمونها في جميع الأوقات.

 

 

وأظهر التقرير أن الأطفال يستخدمون التكنولوجيا أساسا للبحث عن المعلومات، وهناك واحد من كل سبعة، على سبيل المثال، يستخدمونها للمساعدة في واجباتهم المنزلية، وواحد من كل تسعة يطلب من مساعده الرقمية تشغيل الموسيقى، وأظهرت البيانات أن 42 في المائة من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و 16 عامًا يمكنهم الحصول على الأجهزة التي يمكنها التعرف على الصوت في المنزل،  من هؤلاء، 36 في المائة يستطيعون الوصول إلى مساعد أبل الذكي سيري ، و 20 في المائة الوصول إلى مساعد مايكروسوفت الذكي كورتانا ، و 15 في المائة الوصول مساعد الأمازون الذكي اليكسا و 7 في المائة الوصول إلى مساعد غوغل، واقترح الخبراء أن الآباء يجب أن يكونوا مثالا لأطفالهم من خلال التفاعل مع الأجهزة الذكية بطريقة مهذبة، فقالت جانيت ريد، الأستاذة في تفاعل الطفل مع الحاسوب في جامعة لانكشاير الوسطى، "إن الطريقة التي تتحدث بها إلى الجهاز ستعزز فقط الأخلاق المقبولة كعائلة، إذا كنت لا تمثل الأخلاق الجيدة في عائلتك وكنت أيضا وقحا مع أجهزتك فأنت لا تعزز فكرة أن هذه الأخلاق الجيدة مقبولة، إذا كنت تستخدم جهازك لتعزيز حسن الخلق فستجعل الأطفال حسنين التصرف"، واقترحت الدكتورة ريد أيضاً أن تكنولوجيا المساعد الصوتي يمكن تغييرها للتفاعل بشكل مختلف مع كل فرد من أفراد الأسرة، فضلا عن الطلب باستخدام "من فضلك" أو "شكرا" للرد.