لندن - كاتيا حداد
قدمت جامعة كامبردج تحذيرات إلى الطلبة لتنبيههم أن المحاضرة التي تتناول بعضًا من أعمال شكسبير يمكن أن تكون مزعجة، ولقد ذكر أعضاء هيئة تدريس اللغة الإنجليزية أنه تم تحذير الطلبة من أن المحاضرة التي تناقش مسرحية "تيتوس أندرونيكوس" و "كوميديا الأخطاء" لشكسبير، ستشتمل على العنف الجنسي و الاعتداء الجنسي.
وتعتبر مسرحية "تيتوس أندرونيكوس"، التي وصفها الناقد المسرحي مايكل بيلينغتون بأنها "دراسة متقنة لطبيعة الحزن"، وهي تعد على نطاق واسع، من أعمال شكسبير الأكثر عنفا بسبب تصويرها الدموي للاغتصاب والقتل والتذمر، وقال متحدث باسم الجامعة إنه "ليس من سياسة قسم اللغة الإنجليزية أن تطلق مثل هذه التحذيرات"، مضيفا "يشير بعض المحاضرين إلى أن بعض الموضوعات الحساسة سيتم تناولها في المحاضرة من خلال إعلام أعضاء هيئة التدريس في قسم اللغة الإنجليزية، الذين يعدون ملاحظات توزع على طلاب قسم اللغة الإنجليزية، حيث يتم هذا تماما وفقا لتقدير المحاضر، وليس بأي حال من الأحوال مؤشرا على سياسة تتم على مستوى الكلية".
وانتقد بعض الأكاديميين ومهنيين المسرح هذه الخطوة، وأكّد المدير الفني في مهرجان شكسبيرفي كامبريدج ديفيد كريلي، أنّه "إذا كان طالب الأدب الإنجليزي لا يعرف أن مسرحية تيتوس أندرونيكوس تحتوي على مشاهد من العنف، فلا ينبغي أن يحضروا الدورة"، مضيفًا أنّ "هذه الدرجة من الحساسية ستحد حتمًا الحرية الأكاديمية، إذا أعتقد أعضاء هيئة التدريس المعنية أنهم قد يقولون شيئا يجده الطلاب غير مريح فـأنهم سوف يتجنبون القيام بذلك".
وتقول جيليان ايفانز، الأستاذ الفخري لعلم اللاهوت في القرون الوسطى والتاريخ الفكري في جامعة كامبريدج، إن هذا القرار ربما سيزعج الأكاديميين جدا، ولقد أثار استخدام هذه التحذيرات على الدورات الجامعية انتقادات بأن الجامعات مفرطة في الحساسية لدى الطلاب، في حين أن هذه التحذيرات أصبحت منتشرة على نحو متزايد في السنوات الأخيرة، وخاصة في الولايات المتحدة، وقد أثيرت مخاوف بشأن استخدامها بشكل صارم في سياق أكاديمي، ويعتقد أولئك الذين يؤيدون استخدام وتطبيق التحذيرات أنها مصممة ببساطة لحماية الأفراد الذين يعانون من اضطراب الكرب التالي للصدمة من أن يصابوا بالأسى عندما يواجهون المحفزات التي يمكن أن تثير تجاربهم الشخصية للصدمة.