مراكش_ثورية ايشرم
كشفت الفنانة التشكيلية شروق بنكروم، أنَّ الفن التشكيلي بالنسبة إليها ذلك العالم الذي تتجه إليه هربًا من مشاكل الحياة وظروفها ومتابعها، مضيفة أنَّه "ملاذي الذي أجد فيه نفسي وذاتي بعيدا عن كل ما قد يجعلني ادخل في صراعات مع الحياة اليومية، حيث أسرع إلى ورشتي لأفرغ كل تلك الطاقات التي استقيها خلال اليوم لأجدد نشاطي من جديد وأفرغ ذهني من كل التفكير لاسيما إذا كان سلبيا ، فالرسم هو عالمي الذي أتحاور فيه مع الذات وأبدع لأقدم تلك اللوحات التي أرى فيها نفسي واعتبرها مرآة اطل من خلالها على نفسي في كل اللحظات".
وأضافت شروق في حديث مع "صوت الامارات"، أنَّ "الرسم هو رفيقي منذ الطفولة منذ أن كنت في السادسة من عمري، حيث وجدت نفسي أعشق الألوان وأحب الخطوط والرسم، أرسم في كل مكان أينما حللت وارتحل لدرجة أني كنت ألطخ فساتيني وحتى وزرة المدرسة بالألوان وقلم الرصاص اعشق كل ما يتعلق بالإبداع والألوان الراقية والمشرقة".
وتابعت: "أحب أن أقضي معظم وقت فراغي في المرسم حيث أحول كل شيء في مخيلتي إلى لوحة فنية محاولة نقل ما بداخلي وما في تفكيري إلى أرض الواقع لأشاركه مع الجمهور الصغير الذي هو أسرتي التي أعتبرها قوتي وسندي في الحياة ومصدر موهبتي وأكبر مشجع لي، قبل أن أشاركه مع الجمهور الكبير الذي لولاه لما حققت هذا النجاح ولما أصبحت باسم مشهور في الساحة وسط كبار الفنانين المغاربة في مراكش وخارجها ولولا الجمهور طبعا لما استطعت أن أواصل طريقي نحو التقدم والازدهار طبعا".
وأكدت أن " أكثر شيء رسمته وكان فاتحة خير علي بعد ان أنهيت دراستي في مجال الفنون الجميلة والتطبيقية وذلك طبعا بعد هو إحدى النوافذ التقليدية المغربية المزخرفة بنقوش وزخارف قديمة جدا وتقليدية من الحديد ، كانت توجد في منزل جدتي في القرية والتي قمنا بزيارتها في إحدى المناسبات العائلية بعد تخرجي من المعهد ولفت انتباهي جمال وأناقة وعراقة النافذة التي قمت برسمها في مدة 3 ساعات ثم شاركت بها في أحد المعارض الذي أقيم في مراكش بمناسبة تظاهرة ثقافية في الفضاء الثقافي والتي حققت نسبة إعجاب كبيرة لاسيما من قبل الأجانب الذين كانوا من ضمن المشاركين في هذه التظاهرة التي استدعيت للمشاركة فيها بأروع الأعمال التي أنجزتها".
وزادت: "أنا لم أكن قد أنجزت أي شيء حديث سوى تلك اللوحة التي تحتوي على نافذة جدتي والتي بيعت بمبلغ مهم واعتبرتها فاتحة خير كبيرة علي حيث بصمت اسمي بين الفنانين بسرعة وبت أتلقى الدعوات للمشاركة في مجموعة من الفعاليات والتظاهرات الفنية والثقافية والأدبية داخل وخارج المدينة الحمراء ، ومن هنا بدأت انطلاقتي مع الفن التشكيلي نحو الاحترافية".
وأشارت شروق إلى أن " الدراسة شيء مهم جدا لصقل الموهبة رغم أن هناك ثلة من الفنانين التشكيلين البارزين والمشهورين في الساحة داخل وخارج الوطن لم يدرس الفن التشكيلي ولم يتعرفوا حتى على أنواعه ومدارسه ، إلا أنهم فنانون بمعنى الكلمة مبدعون حقيقيون، لكن أنا أرى أن الدراسة ضرورية جدا لاسيما في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية والفنية التي أصبحت المجتمعات تعرفها في الآونة الأخيرة ، فضلا عن الانفتاح نحو دول العالم ما يتطلب من الفنان أن يكون شخصا مثقفا بكل المقاييس لتمثيل المملكة المغربية أحسن تمثيل في جميع المجالات والتظاهرات التي من الممكن أن يحضرها وبفضل الدراسة يصبح شخصا مثقفا ومطلوبا في كل المناسبات التي تفتح له المجال للتعرف على أهم الشخصيات وتكوين علاقات إنسانية واجتماعية تكون بمثابة نقطة ايجابية في حياتها".
وأردفت: "أنا هناك لا أقلل من قيمة الفنانين المرموقين والبارزين في الساحة الذين لم يتجهوا إلى دراسة هذا الفن في المعاهد والمدارس المتخصصة في ذلك على العكس فأنا أراهم أساتذة بارعين وناجحين ولولاهم لما كان للفن التشكيلي المغربي بصمة في مختلف الدول والمجتمعات".
وتابعت إنَّ "مشاركتي كانت مميزة في العديد من المعارض الجماعية المحلية والجهوية والوطنية بأعمالي المتعددة التي قمت بانجازها ومن خلال لوحاتي التي عادة ما لا احتفظ بها حيث تباع بمجرد أن تظهر وهذا ما لم يمسح لي حتى الآن رغم تواجدي في الساحة الفنية منذ أكثر من 10 سنوات من تنظيم معرض فردي خاص بي كوني لا أملك العدد الكافي لتنظيم معرض بكل المقاييس والمعايير التي ستجعله ناجحا في الساحة ، وليس تقصيرا مني بل لكون لوحاتي قد تباع قبل حتى أن انهيها ، وهذا ليس تذمرا مني بل على العكس أنا فخورة جدًا بأن لوحاتي تلقى إعجاب الأفراد ويقومون بطلبها إما على شكل أغلفة لمجموعة من الكتب والدواوين الشعرية أو فقط لكونها تصلح لتكون تحفة فنية في ديكور إحدى المؤسسات أو الفضاءات المنزلية".
واختتمت شروق حديثها، "أنا بصدد إعداد تشكيلة متنوعة من اللوحات الفنية التي سأقوم من خلالها بتنظيم معرضي الفردي الأول الذي سأفتتح به موسم 2016 والذي أتمنى أن ينال إعجاب الجمهور وتلقى أعمالي إقبالا منهم".