الفنان التشكيلي عمر البلغيثي من الفنانين المرموقين على الصعيدين الوطني والدولي، وهو الرئيس المؤسس لـ"الحركة المغربية للتشكيليين بلا حدود"، التي تهدف إلى جمع شتات التشكيليين المغاربة وتنظيم عملهم الإبداعي بغية تحقيق الانتشار الثقافي وطنيا ودوليا. في حواره مع موقع "مصر اليوم" أفصح الفنان عمر البلغيثي عن نزوعاته الإبداعية وعبر عن رأيه الخاص في تطوير الفن التشكيلي المغربي، حيث قال إن الفن التشكيلي المغربي على ضوء ما هو عالمي حديث العهد رغم ما حققه من حضور دولي واعتبر البلغيثي، الذي سبق له المشاركة في مهرجان "أر مانياك" في مدينة بوردو الفرنسية، أن الفن التشكيلي المغربي استطاع أن يراكم في ظرف وجيز تجربة كبيرة تفوق ما حققته دول أخرى في قرون عدة. وعزا ذلك إلى العمل القائم على فتح هذا المجال على الفنانين المغاربة بغية إبراز قدراتهم الإبداعية، وهو ما جعل عدة فنانين موهوبين فرض وجودهم على الساحة الفنية الدولية. وفي المقابل، أكد الفنان عمر البلغيثي، أن الفن التشكيلي المغربي لم يستطع إلى يومنا هذا فرض رموزه الثقافية المتعلقة بالموروث الثقافي المغربي المحلي كرموز عالمية أي لها صيت عالمي قوي في الملتقيات والمنتديات الثقافية الدولية المهتمة بالفن التشكيلي كفن جميل وراقي. وأبرز البلغيثي، الذي يحب أن ينادي بمحب الصحافيين، أن ذلك لم يتحقق رغم الحضور الفني الكبير والمكثف على المستوى العالمي لفنانين مغاربة عالميين، سواء في الملتقيات والمناسبات الثقافية المنظمة في المغرب أو الخارج. وعلى المستوى الوطني والمحلي، اعتبر عمر البلغيثي أن الفن المغربي لا يعرف السيولة التي يستحقها وذلك لعدة أسباب من بينها عدم وجود تأطير فعال لكل الفاعلين في سوق الثقافة المغربية وعدم كفاية المجهودات المبذولة من قبل وزارة الثقافة التي تبقى محدودة على مستوى التأثير. وعن نظرته لكيفية تطوير الفن التشكيلي المغربي، أكد عمر البلغيثي، الذي سبق له المشاركة في معارض دولية مهمة، أن هذا هو السؤال المحير لأنه علميا لا توجد طريقة واحدة لتطوير الفن التشكيلي المغربي، وثبت علميا على أن الخمول ا يصنع التغيير ونحن في الحركة التشكيلية المغربية عازمون على التحرك بشكل فريد من نوعه مع كل الفعاليات في المشهد الفني المغربي والدولي. وعن أهدافه المستقبلية، قال الفنان عمر البلغيثي، الذي استطاع أن يراكم في ظرف وجيز تجربة مهمة، إن توجهه الاستراتيجي هو الحفاظ على التوازن بين المسار الفني المغربي والدولي، وكذا العمل على تعزيز وتكثيف الحضور الفني على الساحة الوطنية والدولية، بالإضافة إلى مشاركة كافة الفنانين المغاربة في الحركة التشكيليين الواعدة من أجل المساهمة في الوصول إلى تحقيق عالمية الفن المغربي، معتبراً أن الحركة التشكيلية المغربية "تنموا شيئا فشيئا". يذكر أن عمر البلغيثي، الذي من عادته تخصيص جزء من عائدات لوحاته التشكيلية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، شارك سابقا في معارض تشكيلية نظمت في اشبيلية والبرتغال و فرنسا و تونس، وفي تظاهرات أخرى خاص مهرجان الموسيقى الروحية بفاس ومعرض الفرس الذي ينظم كل سنة بمدينة الجديدة.