تونس _ حياة الغانمي
أكدت المخرجة والمنتجة السينمائية سلمى بكار، أنه يجب أن نضع كل خلافاتنا وحساباتنا الشخصية، جانبًا وأن نقف مع إبراهيم اللطيف وهيئته لإنجاح حدث "أيام قرطاج السينمائية"، لأن نجاحه في مصلحة السينما التونسية من جهة والعمل الوطني من جهة أخرى من خلال الصورة التي سيقدمها هذا الحدث السينمائي عن تونس.
ودعت بكار في تصريحات خاصة إلى "صوت الإمارات"، إلى ضرورة الوقوف إلى جانب إدارة الدورة 27 لـ"أيام قرطاج السينمائية"، مشدّدة على ضرورة إنجاح المهرجان لخدمة السينما التونسية ولصورة تونس في الخارج.
وكشفت المخرجة سلمى بكار، وهي عضو في المجلس التأسيسي سابقا وعضو في حزب المسار الاجتماعي الديمقراطي الذي يترأسه سمير الطيب وزير الزراعة الحالي، عن جديدها السينمائي المتمثل في فيلم روائي طويل بعنوان "الجايدة"، مشيرة إلى أن "الجايدة" هي المرأة التي كانت مسؤولة عن "دار جواد" في فترة الاستعمار، لذلك تقع أحداث الفيلم في الفترة الممتدة من أكتوبر/تشرين الأول 1954 إلى 1 يونيو/حزيران 1955.
وأوضحت بكّار أنها كتبت سيناريو هذا الفيلم عامي 2007 و2008 وتحصلت على الدعم عام 2010 لكن بحكم الثورة ودخولها المجلس التأسيسي تعذّر عليها تصوير الفيلم، موضحة أن وزارة الثقافة جدّدت لها الدعم في مرحلة ثانية هذه السنة وأنها أعادت كتابة السيناريو بمعية الممثلة وجيهة الجندوبي، ومن أبرز التغييرات كانت نهاية الفيلم التي كانت من المفترض أن تجسد حدث 13 أغسطس/ آب 1956.
وتابعت سلمى بكار، "بعد تجربتي في المجلس التأسيسي اخترنا أن تكون نهاية الفيلم عبارة عن مشهد من البرلمان في مداولاته أثناء شهر أكتوبر/تشرين الأول 2012 أي أثناء محاولة تمرير اقتراح أن تكون الشريعة دستور البلاد، والحمد لله أن ذلك لم يحصل، لذلك سيحمل الفيلم مقارنة بين الشريعة ومجلة الأحوال الشخصية". وأوضحت أنه في الكتابة الثانية للسيناريو تمت إضافة شخصية فتاة صغيرة وهي نوعًا ما شخصية سلمى بكار وهي طفلة لتظهر في المجلس التأسيسي وهي تبلغ من العمر 60 عامًا، وحول ما إذا كانت ستجسد حضورها في الفيلم، أجابت أن الممثلة جليلة بكار هي من ستجسد دورها إن قبلت معلنة فخرها بتواجد هذه الأخيرة في الفيلم.
وأبرزت مخرجته سلمى بكار أن الفيلم يتعرّض إلى حكايات أربع نساء، كل واحدة منهن من مستوى اجتماعي معين يلتقين في دار جواد ويعشن أحداثًا مؤلمة ستكون منعرجًا لأشياء إيجابية كاللحمة التي أصبحت تجمعهن، أو كخروجهن في يونيو/حزيران 1955. وتابعت "ستجسّد الشخصيات الأربع كل من وجيهة الجندوبي (بهجة) وسهير بن عمارة ونجوى زهير وأبحث حاليًا عن فتاة تبلغ من العمر 17 عامًا جميلة لتجسيد الشخصية الرابعة كما أني مازلت أبحث عن الممثل الذي سيجسد شخصية عشيق هذه الفتاة على أن لا يتجاوز عمره 21 عامًا، وأن يكون ثمة شبه بينه وبين الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وهو في سن العشرين".
وفي سياق حديثها عن ممثلي فيلمها الجديد، أبرزت سلمى بكار أن شخصية "عمتي عزيزة" التي رافقت كل أفلامها منذ "حبيبة مسيكة" ستتواجد في "الجايدة" وستجسد هذا الدور كالعادة الممثلة سامية رحيم، مبرزة من جهة أخرى أنها لبّت طلب الممثل لطفي العبدلي بتمكينه من دور في فيلمها الجديد كتبته خصيصًا له على مقاسه.
وأوضحت مخرجة "الجايدة" أن الممثلة فاطمة بن سعيدان ستجسد دور "الجايدة" وسيجسّد الممثل عبد اللطيف خير الدين دور زوجها، مضيفة بأن الممثل خالد هويسة سيجسد شخصية "الطيب" وهو الطبيب زوج "بهجة" (وجيهة الجندوبي)، كما أبرزت أن الممثل توفيق العايب سيجسد دور زوج سهير بن عمارة في الفيلم في حين سيجسد الممثل محمد علي بن جمعة دور عشيقها.
وسيتواجد في فيلم "الجايدة" حسبما صرّحت به مخرجته، كل من الممثل أحمد الحفيان "في دور زوج نجوى زهير"، والممثل رؤوف بن عمر والممثلة منجية الطبوبي والممثلة جودة ناجح والممثلة منيرة الزكراوي والممثلة ألفة الطرودي والممثلة رانية الجديدي في دور مغنية قادمة من الكاف. وأفادت المخرجة سلمى بكار بأن انطلاق تصوير فيلم "الجايدة" سيكون يوم الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2016 ليمتد على مدى ستة أسابيع، وسيلتئم التصوير في المدينة العتيقة في تونس العاصمة، مع بعض المشاهد في مونفلوري في العاصمة.