عمان _ ايمان يوسف
كشف مخرج الأفلام الوثائقية الأردني أحمد الفارس عن أهمية الفيلم الوثائقي الاستقصائي القصير لما يحمله من رسائل وقضايا في عصر التكنولوجيا الرقمية الهائل وانتشاره السريع ومشاهدته في دقائق على شاشة موبايل صغير للجمهور في أي وقت وأي لحظة لأنه يشكل السلاح الأقوى والأبقى في القدرة على التغيير بالصورة النمطية والكلمة وما تشكله كل منهما في وعي الجمهور.
وقال الفارس في حوار مع "صوت الإمارات" أن أهمية الفيلم الوثائقي القصير تكمن في رصده للتفاصيل الصغيرة في مختلف القضايا المتنوعة مشيرًا أن الفيلم الوثائقي ممكن أن يغير تشريعات أو قوانين ومثال على ذلك الفيلم الذي قام بإعداده وسجل خلاله شهادات حية مجموعة كبيرة من المعلمات في القطاع الخاص يتمثل في عدم حصولهن على الحد الأدنى للأجورر إضافة إلى التمييز في العمل وساعات الدوام الطويلة حيث شكلت هذه الشهادات مادة فيلمية كشفت وعرت مجموعة كبيرة من أصحاب المدارس الخاصة وتم تقديم الفيلم للمسؤولين في وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل وتم اتخاذ قرارات فعالة ومهمة في تغيير في القوانين التي تنصف المرأة المعلمة في هذه الاتجاه.
ويؤكد الفارس أن الفيلم الوثائقي القصير المكثف الذي يحمل رسالة أو قضية تعادل أهميته مئات الساعات التلفزيونية الروائية في قدرته على الوصول بشكل سريع إلى الجمهور الآن وطبعا بسبب التطور الهائل في عصر الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي مثل "فيسبوك" وغيرها أصبحت هذه الأفلام قادرة على تشكيل رأي عام لدى الجمهور وحشد أعداد من الناس بشكل متسارع وقوي وبالتالي يصبح المحتوى الذي يطرحه الفيلم قضية الجمهور الذي يمثله, إضافة إلى توفر آلاف اللقطات والمواد الفيلمية التي أصبح الجمهور هو صانعها من خلال كاميرا الأجهزة الخلوية الشخصية وبالتالي شكّل هذا التطور مخزونًا هائلًا لصانعي الأفلام الوثائقية لتقديمها والاستفاده منها في طرح الكثير من القضايا.
ويشرح الفارس الحاصل على دبلوم في الإخراج التلفزيوني في الأردن أن الفيلم الوثائقي القصير الاجتماعي هو عنوان التجربة التي عايشها وقدمها خلا 20 عاما من العمل وراء الكاميرا ورصد حياة الناس باختلاف مهنهم وعملهم وسرد جزءًا من طموحاتهم وأحلامهم. ويعتبر الفارس أن مدينة عمان وتنوعها الديمغرافي وجماليات العمران وتضاريسها المتنوعة شكلت هاجسا في تشكيل الصورة الفنية المشهدية في عمله خلف الكاميرا معتبرًا أنه ولأهمية تقديم ورصد احتياجات الناس الأساسية فيما يتعلق بالمسكن والتعليم والصحة والخدمات عمل كمخرج على تقديم ما أسماه الأفلام الوثائقية التنموية حيث أنتج سلسلة من الأفلام القصيرة التي رصدت فيها الكاميرا مطالب واحتياجات الناس البسطاء في مختلف المدن الأردنية وكانت هذه الافلام تعرض على صنّاع القرار ليتم بعدها اتخاذ الاجراءات والقرارات لتحسين أوضاع تلك المدن من خلال بناء مدارس أو مراكز صحية وتحسين الخدمات وكانت هذه من أهم التجارب لدي لما حققته من نتائج إيجابية في تغيير حياة الناس إلى الأفضل.
ومن التجارب التي يعتز بتقديمها الفارس فيلم "الأربعاء الأسود" والذي تناول تفجيرات الفنادق في عمان و شهادات حية للعديد من المصابين وذوي الضحايا وحمل عناوين التحدي والاستمرار في مقاومة فكر المتطرفين الإرهابيين الذي يعملون على قتل الحياة والجمال ويقدمون البشاعة والكراهية ومن الأعمال الأخرى مجموعة افلام وتنويهات قصيرة اجتماعية لقضايا إنسانية مختلفة مثل ( الاساءة للطفل – العنف الأسري – قضايا الطلاق – المرأة في الانتخابات – حملة عن التمييز ضد المعلمات في المدارس الخاصة – الزواج المبكر للفتيات – دمج المعاقين في المدارس الحكومية – عمالة الأطفال –الإتجار بالبشر)
ويُذكر أن الفارس بدأ بالعمل المسرحي لمدة ثلاث سنوات حيث كانت مادة المسرح مادة رئيسية أثناء الدراسة حيث ساهمت هذه التجربة بإثراء الرؤية البصرية والمشهدية لديه كما عمل لفترة قصيرة كمخرج منفذ في مجموعة من الأعمال التلفزيونية الدرامية "البدوية والشعبية" وعمل كمخرج لمجموعة من الافلام القصيرة لبرامج مختلفة لمحطات فضائية (تلفزيون أبو ظبيي – تلفزيون MBC – تلفزيون ART).