المعاناة من "الحموضة"

حذر علماء، من أنَّ المعاناة من حُرقة المعدة "الحموضة" لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر قد يكون علامة على الإصابة بمرض السرطان.

 

وتحث حملة "Be Clear On Cancer" الناس على زيارة الطبيب، إذا كانوا يعانون من هذا الأمر بصفة مستمرة، إذ أنَّ هذا الألم من الممكن أن يشير إلى أعراض سرطان المريء أو المعدة.

 

وكشفت دراسة من الصحة العامة في إنجلترا أنَّ واحدًا فقط من كل شخصين يزور الطبيب إذا كانا يشعرا بـ"حموضة" بشكل يومي لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر.

 

وتُعد "الحموضة" شكل من أشكال عسر الهضم الذي يحدث عندما يتدفق الحامض والعصارات الهضمية من المعدة إلى المريء دون وجود بطانة واقية، وهذا يسبب الالتهاب والألم.

 

ويُعد التشخيص المبكر لسرطان المريء أو المعدة أمر بالغ الأهمية، ويحسن من فرص العلاج، وحوالي 67% من المصابين بسرطان المعدة، في المرحلة المبكرة، يعيشون لمدة خمس سنوات على الأقل.

 

ووجدت دراسة جديدة أنَّ 59%  منهم لم يكونوا على دراية أنَّ حرقة المعدة من الممكن أن تكون علامة على الإصابة سرطان، و15%  فقط أكدوا أنَّهم كانوا على يقين أنَّ "الحموضة" علامة على إصابتهم بالسرطان.

 

وحثت الحملة الناس على توخي الحذر من أنَّ "صعوبة بلع الغذاء" يُعد هو الآخر من أعراض الإصابة بسرطان المعدة.

 

وكشفت الدراسة أنَّ 70%  من الناس لم يكونوا على علم بأنَّ صعوبة ابتلاع الطعام يمكن أن يكون علامة على مرض السرطان، و13%  فقط كانوا على دراية بذلك.

 

وأظهرت أحدث الأرقام الصادرة عن الصحة العامة في إنجلترا أنَّه يتم تشخيص حوالي 129 ألف شخصًا مصابًا بسرطان المعدة في انجلترا سنويًا، وحوالي 10 آلاف و200 مُصاب يموت بسبب هذا المرض كل عام، وهذا يعنى أنَّ هناك حوالي 28 شخصًا يموت من سرطان المريء أو المعدة يوميًا.

 

يُعد سرطان المعدة من الأمراض الأكثر شيوعًا التي تسبب الوفاة، و تملك المملكة المتحدة وهولندا أعلى معدل إصابة بسرطان المريء بالنسبة للذكور والإناث في الاتحاد الأوروبي.

 

وقد يكون التدخين سبب ذلك المرض، وانخفاض استهلاك الفاكهة والخضار، وارتفاع مستويات البدانة وشرب الكحول بشكل منتظم.

 

وهناك أكثر من 9 أشخاص من أصل 10 مصابين بسرطان المعدة يكونون فوق سن الـ50، ما يجعل هذه الفئة العمرية هي الهدف الأساسي للحملة.

 

فقدت رئيسة شركة "Penguin Random House" البريطانية غيل ريباك، زوجها فيليب غولد بسبب مرض سرطان المريء منذ ثلاث سنوات، وصرحت بأنَّها من خلال تجربتها الشخصية تستطيع أن تعرف جيدًا التأثير المدمر لمرض سرطان المريء.

 

وأوضحت أنَّها فقدت زوجها فيليب غولد بسبب هذا المرض في العام 2011 عندما كان عمره 61 عامًا فقط .

 

وشددت ريباك على أهمية الذهاب إلى الطبيب إذا كان لديك ألم، لأنَّ الإحصاءات تؤكد أنَّ الاكتشاف المبكر للمرض يعطى فرص أفضل للبقاء على قيد الحياة.

 

وصرح مدير السرطان بالصحة العامة في انجلترا البروفيسور كيفين فينتون، بأنَّه من الضروري على الناس أن يكونوا على دراية بأعراض المرض.

 

وأضاف: يكون الشخص متردد في زيارة الطبيب إذا كان يعانى من "الحموضة" ويعتقد أنه مرض يستطيع أن يعيش به بشكل طبيعي، ولكن الإصابة بحرقة المعدة معظم أيام الأسبوع لمدة ثلاثة أسابيع أو أكثر يمكن أن يكون علامة على السرطان.

 

وأكد فينتون أنَّ زيادة معدلات التشخيص المبكر للمرض يأتي من خلال تشجيع الناس على الذهاب إلى الطبيب ، وهذا ما تحاول حملة "Be Clear On Cancer" تنفيذه.

 

وصرح مدير مرض السرطان في الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا شون دافي، بأنَّ التشخيص المبكر لمرض السرطان في غاية الأهمية وذلك لأنه يؤدى إلى زيادة فرصة البقاء على قيد الحياة، كما أن مساعدة الناس على معرفة الأعراض وكيفية اكتشافها يُعد شيئًا بالغ الأهمية.

 

وأشار فينتون إلى أنَّ التشخيص المبكر للمرض هو الهدف الرئيسي للصحة العامة في انجلترا، ويشكل هذا الهدف جزءً كبيرًا من الخطة الإستراتيجية للهيئة، التي يجري تطويرها حاليَا من قبل فريق عمل مستقل.

 

وأكد أستاذ الجراحة البروفيسور مايكل غريفين أنَّ التشخيص المكبر يجعل إمكانية العلاج متاح، ويمكن أن ينقذ مئات الأرواح، كما أنَّ حملات التوعية ضد السرطان التي تشجع الناس على الذهاب أمر مهم جدًا.