لندن - رانيا سجعان
تشير تقديرات حَمَلَة سرطان الثدي إلى أن 5 ألاف سيدة من أصل 13 ألف سيدة يفشلن في تناول دواء تاموكسيفين بشكل منتظم، فيما يمكن إنقاذ أكثر من 400 شخص و 30 مليون جنيه إسترليني
في السنة إذا أكمل مرضى سرطان الثدي علاجهم بالأدوية، فيما تواجه النساء اللاتي يفشلن في تناول دواء تاموكسيفين لمدة خمس سنوات كاملة خطرًا أكبر في عودة السرطان والمعاناة والموت المبكر.
وأظهرت دراسة جديدة أن المرضى الذين لا يلتزمون بنظام الأدوية التي تكلف مبلغًا إضافيًا قدره 5970 جنيهًا إسترلينيًا في المتوسط يعانون كثيرًا بسبب الدخول للمستشفيات بشكل أكبر وهو ما يحتاج إلى أدوية أخرى.
وتفقد النساء متعة العيش بطريقة معقولة وطبيعية لمدة 13 شهرًا بسبب عدم تناول الدواء مرة واحدة في اليوم.
ويمكن من خلال توعية المرأة بضرورة تناول علاج تاموكسيفين بشكل منتظم إنقاذ أكثر من 400 شخص كل عام، وتوفير ما يقرب من 30 مليون جنيه إسترليني سنويًا، وهو ما يعادل ثمن 20 جهازًا للعلاج الإشعاعيّ.
وقام كولن ماكوين، من جامعة غلاسغو، وفريقه بتحليل سجلّات الوصفات الطبية لـ 1263 سيدة مصابة بسرطان الثدي، لمعرفة عدد المرّات التي أخذوا فيها عقار تاموكسيفين وإلى متى استمروا في تناوله.
وتُصنّف النساء اللاتي تناولن أقل من 80 في المائة من العلاج الطبي بوجود التزام منخفض بالعلاج.
وأظهرت نتائج أنه يمكن انقاذ 434 شخصًا في السنة، إلى جانب الملايين من الجنيهات، إذا أخذت المرأة الدواء لمدة خمس سنوات.
وكتب فريق البحث في المجلة البريطانية للسرطان (BJC): "المرضى الذين لا يواظبون على تناول الدواء يؤدون إلى زيادة التكاليف الطبية والمعاناة بشكل أكبر، والتدخلات التي تشجع المرضى على الاستمرار في تناول الدواء يوميًا لمدة خمس سنوات قد يكون لها أثار جيدة".
وتتناول حوالي 13 ألف سيدة سنويًا دواء تاموكسيفين لمدة خمس سنوات بعد الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
وتشمل الآثار الجانبية للمرض الالتهابات، وآلام المفاصل، والتعب، وزيادة الوزن والتعرق، وهناك آثار جانبية نادرة تشمل جلطات الدم.
وتشير تقديرات حملة سرطان الثدي إلى أن 5 ألاف سيدة من أصل 13 ألف سيدة يفشلن في تناول دواء تاموكسيفين بشكل منتظم.
وقال الدكتور ماكوين: "إن المواظبة على تناول تاموكسيفين يفيد كلاً من المريض ومركز الصحة الوطنية. نحن نريد أن نرفع الوعي بين المتخصصين في الرعاية الصحية لأن هذه هي القضية الحقيقية، حيث دائمًا ما تكون المرأة في حاجة إلى المساعدة والمشورة الصحيحة، لضمان الحصول على فرصة أفضل للتخلص من سرطان الثدي".
وأضاف: "نحن نعرف أن الآثار الجانبية لهذا العلاج مزعجة، ونحن في صدد تحليل مقابلات مع النساء للتحقيق في أسباب عدم تناولهن الدواء بانتظام، وغيرها من القضايا".
وتم الإعلان في حزيران/ يونيو أن الآلاف من النساء اللاتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الثدي سيتناولن دواء تاموكسيفين للمساعدة في منع المرض.
وقال المعهد الوطني للصحة والرعاية (نيس) "إن تناول دواء تاموكسيفين يوميًا لمدة خمس سنوات يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 40 في المائة بين هؤلاء النساء".
ويُعتبر تاموكسيفين واحدًا من العلاجات الأكثر فعالية لسرطان الثدي عندما يؤخذ كما هو منصوص عليه، ولكن للأسف بعض النساء يجدن صعوبة في المواظبة على تناوله لمدة خمس سنوات بشكل يوميّ.