واشنطن - رولا عيسى
استطاع العلماء أن يبتكروا حبوب صغيرة قابلة للالتصاق لمنع الحيوانات المنوية من الوصول الى البيوضة لمنع الحمل، من خلال بويضات اصطناعية مصنوعة من الأعشاب البحرية التي يمكن أن تتيح للمرأة بديلًا شعبيًا لحبوب منع الحمل، وما زالت الحبوب اللاصقة الصغيرة في مرحلة التطوير البكرة ولكنها توفر الكثير من الامل في مجال وسائل منع الحمل الخالية من تقلب المزاج وزيادة الوزن، وغيرها من الاثار الجانبية التي تسببها الادوية الهرمونية التي تستخدمها ملايين النساء في العالم.
وسميت الحبوب الجديدة زي بي 2 ويمكن استخدامها أيضا لاختيار أفضل الحيوانات المنوية لاستخدامها في عمليات التلقيح الصناعي، وتصنع من المواد السكرية المستخلصة من الأعشاب البحرية وهي صغيرة جدًا بحيث أن الاصبع الصغير يستطيع حمل 8 مليون حبة منها.
وتغلف هذه الحبوب بمادة مشابهة لتلك الموجودة على السطح الخارجي لبويضات المرأة، مما يشتت الحيوانات المنوية، ويمكن ادرجها بالملايين في الرحم لتصبح بمثابة شراك خداعية محاصرة للحيوانات المنوية قبل وصولها الى البويضات.وفشلت الحيوانات المنوية في التجارب على الفئران في اختراق البويضات والتسبب في الحمل، بالرغم من أن التزاوج كان بين الذكور والإناث مستمر، وأظهر المزيد من العمل أن الحبوب الجديدة تخلق حاجز مثيرة ضد الحيوانات المنوية البشرية، والأهم من ذلك أن نتائجها كانت طويلة الامد في منع الحمل، ولكنها لم تكن دائمة.
وستكون هذه الوسيلة جذابة للنساء اللواتي لا يردين ان يتذكرن يوميا ضرورة أخذ حبوب منع الحمل، ونظرًا لأنها لا تعتمد على الهرمونات فستكون أثارها الجانبية أقل من مؤثرات حبوب منع الحمل والامصال التي تستخدم اليوم.وتوضح الباحثة غورين دين من المعاهد الوطنية للصحة في ولاية ماريلاند, "تعتبر وسائل منع الحمل فعالة وحاسمة في تنظيم الاسرة، وتوفر هذه الاستراتيجية فعالية عالية غير هرمونية تستمر على المدى الطويل، ولكنها لا تدوم الى الابد كما أوضحت تجاربنا على اناث الفئران."
وأضافت. "نحن نتوقع أن استراتيجية شراك الحيوانات المنوية هذه يمكن أن تترجم الى ادوية لتوفير وسائل منع حمل أكثر فعالية للاناث." وأشار خبير الخصوبة في جامعة شيفيلد البروفيسور الان بيسي, " انا معجب جدا بالبحث، هذا يفتح المجال واسعا للباحثين للتطوير وسائل لمنع الحمل على اساس غير هرموني للمرأة والتي ستكون بالتأكيد موضع ترحيب للغاية، أتمنى للعلماء كل التوفيق والنجاح في هذا النوع من الدراسات." وأجريت الاختبارات لسنوات عديدة وتستخدم هذه الطريقة اليوم لتحديد أفضل الحيوانات المنوية التي يمكن استخدامها في علاج التلقيح الصناعي، على الرغم من أن التلقيح الصناعي في كثير من الأحيان يعتبر من الطرق المأمولة ولكن نسبة النجاح فيه بالغالب تكون الربع.