نيويورك ـ مادلين سعادة
كان شكسبير محقًا في قوله إن الروزماري يقوي الذاكرة، حيث أثبت بحث جديد أن هذا العشب يحتوي على زيت يتم استنشاقه لمساعدة الناس على تذكر الأشياء التي يريدون القيام بها في أوقات معينة. كما ذهب البحث إلى أن استنشاق الروزماري يساعد الأشخاص الذين لا تسعفهم
ذاكرتهم في تذكر ما يجب عليهم القيام به بتلك الأشياء، كتذكرهم لتناول الأدوية في مواعيدها، أو تذكر تواريخ الميلاد لإرسال بطاقات التهنئة بعيد الميلاد.
وأثبتت سلسلة من اختبارات استنشاق زيت الروزماري ومدى قدرته على تقوية الذاكرة أن استنشاق هذا الزيت يزيد من فرص تذكر المهام والأشياء التي ينبغي القيام بها بنسبة تتراوح بين 60 و75%، وهو ما أكد أن هذا الزيت يؤدي إلى زيادة اليقظة وذاكرة المدى الطويل لدى من يعانون من النسيان المزمن.
وكأن مسرحية هاملت لشكسبير قد تنبأت بنتائج هذا البحث عندما قالت أوفيليا "يوجد لدينا روزماري، إنه يساعد على تذكر الصلاة والحب"، حيث ربطت نتائج البحث الجديد بين دعم الذاكرة وزيادة اليقظة وعشب الروزماري بينما كانت دراسات سابقة أكدت أن الروزماري من المسكنات الفعالة التي تساعد على التخلص من الصداع النصفي، بالإضافة إلى المساهمة في حل مشكلات الهضم.
أجرى هذه الدراسة فريق بحثي متخصص في علم النفس في جامعة نورث أمباريا، وهي الدراسة التي استهدفت الكشف عن أثر الروزماري على الذاكرة.
صرح رئيس الفريق الذي أعد هذا البحث، والذي من المقرر أن يعرض نتائجه في إطار فاعليات مؤتمر الجمعية البريطانية للطب النفسي مارك موس بأن الدراسة الجديدة حاولت البناء على ما توصلت إليه الدراسات السابقة، في ما يتعلق بالفوائد الصحية للروزماري لتكشف أن الأثر الإيجابي لاستنشاق الزيوت الأساسية المستخلصة من هذا العشب على ذاكرة المدى الطويل والقدرات الحسابية للعقل.
ركزت الدراسة على الذاكرة المستقبلية كالأحداث التي يحل موعدها في المستقبل كتواريخ الميلاد الخاصة بالأصدقاء والأقارب، ومواعيد تناول الأدوية، والمهام التي ينبغي على الشخص القيام بها، أو أي مهمة في المستقبل.
تم إجراء التجربة بمساعدة 66 مشاركًا بعضهم جلس في غرفة يفوح منها عبق الروزماري بينما البعض الآخر جلس في غرفة من دون رائحة على الإطلاق، وفي كلتا الحالتين كان جميع أفراد العينة يتعرضون إلى اختبار لوظائف الذاكرة المستقبلية، وكان توزيع عينة البحث على الغرفتين بشكل عشوائي.
وطُلب من المشاركين البحث عن أشياء تم إخفاؤها أمامهم منذ وقت طويل، وتذكير الباحث المشرف على التجربة بمهمة طلب منهم أن يذكروه بها، أو بمكان شيء قد أخفاه من قبل، وكان الحث من الطرق المستخدمة في مساعدة أفراد العينة على تذكر الأشياء والمهام.
بعدها تم توجيه أسئلة في إطار استبانة قُدمت للمشاركين لاستكشاف حالتهم المزاجية أثناء الاختبار ومحاولة تذكر الأشياء التي ينبغي القيام بها، بالإضافة إلى أخذ عينات دم من المشاركين والتي ثبت بتحليلها أن مركبًا بيوكيميائي يسمى 1,8-cineole، هو المسؤول عن ذاكرة المدى الطويل والذاكرة المستقبلية، ارتفع مستواه في الدم، وهو المركب الذي يحتوي عليه زيت الروزماري.
أما الطريقة التي يتم بها استنشاق زيت الروزماري فتتمثل في وضع أربع نقاط من الزيت في مياه ساخنة واستنشاق البخار الصادر من المياه من خلال تعريضه لمروحة صغيرة يتم تسليطها على الإناء وتكرار ذلك كل بضعة أيام.