لندن ـ كاتيا حداد
يعتقد العلماء أن مفعول أدوية مضادات الاكتئاب لا ينجح مع أكثر من 30% من الأشخاص الذين يعانون منه، لأسباب تعود إلى اختلاف شكل الخلايا العصبية لهؤلاء الأشخاص، ويعد علاج مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية الأكثر شيوعًا لعلاج هذا المرض.
ويعتبر الاضطراب الاكتئابي الرئيسي هو السبب الأكثر شيوعا للاكتئاب في الولايات المتحدة، للأشخاص الذين يعانون منه في الفترة العمرية بين 15 و44 عاما، ومن أعراض المرض، الشعور الكبير بالحزن أو فقدان الاهتمام تجاه معظم الأنشطة، وهو يؤثر على 16.1 مليون شخص بالغ، وفقا لجمعية القلق والاكتئاب الأميركية.
ولكن لا نعرف حتى الآن ما هي أسباب الاكتئاب، رغم أن نظرية شهيرة تقول إن المستويات المنخفضة لسيروتونين الناقل العصبي يمكن أن يلعب دورا في ذلك، حيث إيقاف امتصاص الناقل العصبي في الخلية العصبية.
إقرا ايضًا:
مساعدة كبار السن فى التغلب على شعورهم بالاكتئاب والوحدة
وقال مؤلفو الدراسة إن التحقيق في أسباب عدم تحسن بعض الأشخاص بعد تناول هذه الأدوية قد يكون صعبا، ويوجد حوالي 300 ألف خلية عصبية سيروتونية يصعب الوصول إليها من إجمالي 100 مليار خلية عصبية في الدماغ، ومن الصعب معرفة ما إذا كانت الاختلافات في عملية مسح الدماغ أو فحوصات ما بعد الوفاة لنسيج الدماغ كانت بسبب الاكتئاب، أو استخدام الدواء لفترات طويلة أو أسباب بيولوجية.
ومن بين 803 مريضا يعانون من الاضطرابات الاكتئابية الرئيسية، اختار الباحثون 3 تحسنت حالتهم بعد تناول عقار الاكتئاب، و3 آخرين لم يستجيبوا للعلاج، وأخذوا منهم خزاعات جلدية، وتمكن العلماء من تحويل خلايا الجلد إلى ما يعرف باسم الخلايا الجذعية متعددة القدرات، وولدوا الخلايا العصبية السيروتونينية، ودرسوها في المختبر، ووجدوا أن الذين لم يستجيبوا لمضادات الاكتئاب لديهم إسقاطات خلايا عصبية أكبر من الذين تراجعت لديهم الأعراض بعد تناول العقاقير، كما أن لديهم مستويات أقل في جينين من الجينات المشتركة الموجودة في دوائر الدماغ.
ويعتقد الباحثون أن هذه الاختلافات ربما تسبب تغييرا في كيفية تواصل الخلايا العصبية المختلفة في الدماغ، مما يجعل الدواء غير فعال، وفي هذا السياق، قال المؤلف الرئيسي للدراسة ورئيس معهد سالك، البروفيسور روستي غاغي:" مع كل دراسة جديدة، نقترب أكثر من فهم أشمل للدوائر العصبية المعقدة التي تتسبب في الأمراض العصبية والنفسية، بما في ذلك الاكتئاب الشديد."
ومن جانبها، قالت الدكتورة فالنتينا موسينكو، عالمة الأعصاب في كلية الطب والصحة جامعة إكستر في المملكة المتحدة:" هذه الدراسة الأولى التي تعرض نموذجا جديدا لدراسة الخلايا العصبية السيروتونية من خلال استخلاصها من خلايا الجلد للمرضى غير المستجيبين لعلاج مضاد الاكتئاب."
وأوضح الدكتور أولريش بارتش، زميل الأبحاث في جامعة بريستول في المملكة المتحدة:" سمحت هذه الدراسة بإلقاء نظرة نادرة على الخصائص الأساسية لهدف الخلايا العصبية التي تنتج ناقل السيروتونين العصبي في الدماغ. هذه الدراسة مثيرة للاهتمام لأنها تقارن الخلايا العصبية من المرضى الذين استجابوا للعلاج بخلايا المرضى الذين لم يستجيبوا. ولا توجد دراسات كافية تناولت هذه المسألة."
قد يهمك أيضًا: