لندن - كاتيا حداد
يلجأ العلماء إلى إعادة تصميم جهاز المنظار المستخدم في إجراء الكشف المهبلي، حيث أن تصميمه القديم ظل دون تغيير منذ اختراعه قبل 150 عاما من قبل طبيب أميركي، كان يقوم بتجربة تصميمه القديم على نساء من العبيد. والكثيرون حاولوا من قبل إعادة تصميمه، ولكن حتى الآن، لم ينجح أحد في استبدال الجهاز الذي أزعج النساء على مر العصور، إلا أن في نهاية المطاف تمكن بعض العلماء من اختبار منظار جديد في عيادات أمراض النساء.
وتم اختراع المنظار من قبل جيمس ماريون سيمز، في أربعينيات القرن التاسع عشر، وغالبا ما كان يشار إليه على أنه وكأنه جهاز للتعذيب في القرون الوسطى. إلا اننا يجب أن نشكره لتبديله الطرق الجراحية التقليدية لإصلاح تمزيق المهبل التي تحدث أحيانا أثناء الولادة، حيث أنه طور هذه التقنية عن طريق تجريبها على النساء الذين كانوا ينتموا للعبيد.
وطور سيمز المنظار من أجل مساعدة المرضى البيض، لكنه اختبر أفكاره على المرأة التي تنتمي لفئة العبيد، دون التخدير، أو سبب طبي للتلاعب بجسدها. وكانت النتيجة انه قام بأختراع جهاز لتخفيف الام الناس عن طريق ايذاء غيرهم. تطور الجهاز من المعدن إلى البلاستيك. والآن، فإن الجهاز متوفر في مختلف الأحجام، على الرغم من أنه ليس موجود عند كل الأطباء. وبالنسبة لمعظم النساء، فإن هذا الجهاز مصدر قلق وعدم راحة. وقد أظهرت الدراسات أنه بالنسبة لبعض النساء اللواتي وقعن ضحايا للصدمات الجنسية أو الاعتداءات، فإن زيارة طبيب أمراض النساء يمكن أن تسبب ذكريات سيئة.
ووجدت إحدى الدراسات التي أجريت في الثمانينيات أن المنظار كان واحدا من أهم الأسباب التي جعلت النساء تتخلي عن فحوصاتهم السنوية. وفي عام 2014، أوصى الكلية الأميركية للأطباء أن لا يتم إجراء كشف الحوض على النساء التي لم تكن حاملا أو تقدم أي أعراض بشان مشاكل صحة النساء. وفي عام 2016، اقترحت فرقة عمل الخدمات الوقائية الأميركية أن فحص الحوض قد لا تكون مناسبة لجميع النساء، وبدلا من ذلك أوصى طبيب التوليد وأمراض النساء مناقشة الخيار معها. وتمسك بتوصيتها بأن جميع النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 21 عاما لديهن فحص سنوي للحوض.
وقام فريق من المصممين باختبار عدد من الأفكار للمنظار الجديد، لجعل الذهاب إلى طبيب النساء تجربة مريحة. والتصميم الحالي يساعد أطباء أمراض النساء للحصول على مجال جيد للرؤية، دون خلق قدر من التوتر يسببه الجهاز الحالي. ويعتبر التصميم الجديد أيضا تطبيق يسمح للنساء بالاستمتاع بدرجة من الآمن لنتائج الاختبار. وأفادت النساء أن الأطباء وعدم الراحة من غرف الامتحان أيضا جعل الفحوصات السنوية مجهدة. كما يعمل طالب الدراسات العليا في جامعة ديوك مرسي أسيدو على تصميم من شأنه أن يلغي الحاجة إلى الطبيب لتوسيع فتح المهبل.
وصممت "عامل ترشيح مهبلي" يمكن للمرأة أن تضعه بنفسها، مما يسمح باستخدام كاميرا بحجم القلم لمراقبة الصور داخل المهبل. ومن بين المتطوعين الخمسة عشر في دراسة أسيدو التجريبية، فضل 92 في المائة منها نظام التثبيط المهبلي والكاميرا خلال امتحان الحوض التقليدي للمناظير. وتشير أبحاث أسيدو، التي نشرت على بلوس واحد، إلى أن المرأة يمكن أن تؤدي الاختبار بأكمله نفسها.