لندن ـ كاتيا حداد
توصلت دراسة جديدة، إلى أن الرياضيين الرجال حتى سن التاسعة والثمانين يملكون مستويات هرمون التستوستيرون أكثر من الرجال الأصغر سنًا، وتنخفض عندهم مستويات الدهون في الجسم أكثر من الرجال في العشرينات من العمر، فأولئك الذين يستطيعون ركوب 100 كلم (62 ميلا) في أقل من ست ساعات ونصف يبدو أنهم تجنبوا "انقطاع الطمث عند الذكور" وذلك يعنى أن أي انخفاض في هرمون التستوستيرون، قد يؤدي بالشعور بالتعب وانخفاض الرغبة الجنسية والاكتئاب.
ووجدت دراسة بريطانية أن أجهزة المناعة لدي راكبي الدراجات أقوى، مما يجعلهم أقل عرضة للإصابة بالعدوى الموسمية مثل الأنفلونزا والفيروسات والالتهاب الرئوي
. ووجد الباحثون في جامعة بيرمينغهام وكلية كينغز في لندن أن علامات الشيخوخة التي لا يمكن تفاديها يمكن تجنبها لدى الرجال والنساء الرياضيين، وقارنوا بين 125 من هواة ركوب الدراجات في منتصف العمر إلى المسنين، الذين قاموا بالتمرين لمدة 26 سنة في المتوسط، مع أشخاص من نفس العمر لم يمارسوا الرياضة بانتظام.
وأكّدت مديرة معهد الشيخوخة في جامعة برمنغهام، البروفيسورة "جانيت لورد، أنّ "أبقراط قال في عام 400 قبل الميلاد أن التمرين هو أفضل دواء للإنسان، لكن نصيحته فقدت مع مرور الوقت. ومع ذلك، فإن النتائج التي توصلنا إليها تقول بأن التقدم في السن يجعلنا أكثر ضعفاً. وإن بحثنا يعني أن لدينا الآن أدلة قوية على أن نشجيع الناس على الالتزام بالتمرين المنتظمة طوال حياتهم فهو حل قابل للتطبيق"، وقام الباحثون بدراسة 125 من راكبي الدراجات الهواة الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و 79 عامًا. وكان على الرجال أن يكونوا قادرين على ركوب 100 كيلومتر (62 ميلاً) في أقل من ست ساعات ونصف الساعة، في حين كان على النساء أن يقوموا بالركوب لـ 60 كم (37 ميلاً) في 5 ساعات و نصف.
وتمت مقارنة راكبي الدراجات بـ 75 شخصًا يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 57 و 80 عامًا و 55 من الشباب الأصحاء الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و 36 عامًا، وكانت مستويات هرمون التستوستيرون في الذكور الذين قاموا بركوب الدراجة هي نفس المستويات لدى الصغار، مما يشير إلى أنهم قد تجنبوا فقد التستوستيرون، ويخسر كبار السن ما يقرب من 2% من كتلة عضلاتهم كل عام، وهذا يعني أن ثلث عضلاتهم قد ولت في سن السبعين. لكن مستويات العضلات لدى راكبي الدراجات الأكبر سناً كانت هي نفس النسبة الموجودة في سن العشرين. وتمتلك راكبات الدراجات الإناث ما يقرب من 28 % من الدهون في الجسم مقارنة بنسبة تقترب من 40 % لغير الرياضيات.
وجاءت النتيجة الأكثر إثارة للدهشة عن أجهزة المناعة لدى راكبي الدراجات، فهناك عضو يسمى "ثايمس"، الذى يصنع الخلايا المناعية والتي تقوم بالانقباض من سن العشرين، ولكن ليس لدى راكبي الدراجات.
ويعني هذا أن الأشخاص متوسطي العمر الذين يمارسون التمارين سوف يرون أن لقاح الإنفلونزا يعمل بشكل أفضل، وأن احتمال تعرضهم للعدوى أقل، وأنهم سيكونون أقل توعكًا إذا ما فعلوا ذلك، ويقول الباحثون إن الفوائد ستأتي على الأرجح من جميع أشكال التمارين الرياضية. وقال البروفيسور "ستيفن هارريدج"، مدير مركز العلوم الفيزيائية البشرية والفضائية في كينغز كوليدج في لندن، "راكبي الدراجات لا يمارسون التمارين الرياضية، ولكنهم يتمتعون بصحة جيدة لأن ركوب الدراجة تعتبر ممارسة للتمارين الرياضية بالفعل"