لندن - كاتيا حداد
كشفت دراسة حديثة أنه يمكن استخدام كريم المغنيسيوم كبديل طبي أو كمكمل للأدوية التي تعالج ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يمثل بارقة أمل لملايين الأشخاص ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم، والذي بدوره يثير خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية والخرف الوعائي. ووفقا لموقع "ديلي ميل" البريطاني يشير العلماء إلى أن الأشخاص ممن يعانون من ارتفاع ضغط الدم أكثر من المتوسط يمكن أن يكون لديهم نقص في المغنيسيوم، والذي يعتقد بأنه يساعد الجسم على تنظيم تدفق الدم.
ووجدت دراسة جديدة الآن أن تطبيق كريم موضعي من المغنسيوم يمتص من خلال الجلد يعزز بصورة كبيرة من المستويات المعدنية في الدم. وتجدر الإشارة إلى أن نحو 75 مليون بالغ في الولايات المتحدة الأميركية يعاني من ارتفاع ضغط الدم، في حين يتعرض له نحو 16 مليون شخص في المملكة المتحدة البريطانية.
وقال الباحثون من جامعة هيرتفوردشاير إن 86 في المائة فقط من السكان يستوفون حاليا مستويات المغنيسيوم الموصى بها في نظامهم الغذائي، ويبيِّنون أن المكملات ثبت أنها تحسن وظيفة المناعة وصحة القلب لدينا وكذلك خفض مخاطر متلازمة التمثيل الغذائي، المصطلح الطبي لمزيج من مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم والسمنة.
وتشير مؤلفة الدراسة ليندسي كاس إلى أن "هذه الدراسة هي الأولى من نوعها للنظر في امتصاص كريمات المغنيسيوم عبر الجلد في الأجساد البشرية، لذلك هي خطوة مهمة في تحديد ما إذا كان في الإمكان استخدام هذه الكريمات كبديل للمكملات الفموية". وأضافت "وتشير نتائجنا الأولية إلى أن كريمات المغنيسيوم يمكن أن تكون بديلا فعالا لتناول مكملات المغنيسيوم عن طريق الفم في شكل أقراص ".
وقد تبين أن تناول المغنسيوم بنسبة منخفضة يسبب الكثير من المشاكل الصحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم والمشكلات القلبية الوعائية، لذلك هذه الكريمات يمكن أن تكون وسيلة جيدة للمساهمة في زيادة مستويات المغنيسيوم، وبالتالي تساعد في الحد من المشاكل الصحية المرتبطة بنقصه.
كيف أُجري البحث
تعاونت كل من السيدة كاس وأندريا روزانوف من مركز بحوث المغنيسيوم في هاواي لدراسة مجموعة من البالغين الأصحاء. وتم وصف كريم المغنيسيوم لمجموعة من المشاركين عشوائيا وأعطيت تعليمات لهم بتطبيق ملعقتين صغيرتين من الكريم، 5 ميللي، كل يوم لمدة أسبوعين. وبعد مرور 12 إلى 14 يوما تم جمع عينات الدم ومقارنتها بالعينات المأخوذة في البداية، اكتشف الباحثون زيادة في مستويات المغنيسيوم في الدم لم يسبق له مثيل في العينة الثانية. ومن المعروف أن ممارسة التمرينات الرياضية تقلل مستويات المغنيسيوم وكان عدد قليل من المشاركين يقوموا بتدريبات منتظمة عالية الكثافة.
ووجدت الدراسة، التي نشرت في مجلة "بلوس ون" العلمية، أنه بالنسبة للمشاركين ممن لم يقوموا بممارسة التمرينات الرياضية، كان هناك ارتفاعًا كبيرا في نسبة المغنيسيوم بالدم. ويقول الباحثون إن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للتحقيق في آثار وجود جرعة أعلى من المغنيسيوم على مدى فترة أطول من الزمن.