كاليفورنيا ـ رولا عيسى
توصلت دراسة حديثة إلى أنه كلما زادت عدد الأميال التي تقودها النساء بدراجاتهن كلما كانت حياتهن الجنسية أفضل، إلا أن ذلك لا يأتي سوى بثمن زهيد، حيث أنه تزايدت المخاوف على مدى عقود من قيادة النساء للدراجات الهوائية حيث يمكن أن يصابوا بالعدوى في المثانة أو بالتقرحات بسبب مقعد الدراجة.
إلا ان البحث الجديد الذي يضم بيانات أكثر من 3100 امرأة، نجح في تهدئة المخاوف التي تم غرسها عن ركوب الدراجات بعد أن أشارت عدة دراسات صغيرة إلى وجود علاقة بين ركوب الدراجات الهوائية والوظائف الجنسية والبولية. فبدلا من ذلك ، وجد باحثون من جامعة كاليفورنيا ، في سان فرانسيسكو ، أن النساء اللواتي يركبن الدراجات كان لديهن وظائف جنسية أفضل من الرياضيات الآخريات واللاتي اشتملت عليهن الدراسة.
وعلى عكس المخاوف السابقة، لم تتعرض قائدات الدراجات لخطر التهابات المسالك البولية ، والقروح وبعض فقدان الحس بالأعضاء التناسلية في فترة الدراسة القصيرة. ومع ذلك ، لاحظ الباحثون أن قيادة الدراجات يمكن أن تسهم في النهاية في تحسن الوظائف الجنسية الأخرى في وقت لاحق من حياة الانثى.
وفي السنوات العديدة الماضية ، أصبح ركوب الدراجات الهوائية - خاصة تلك الدراجة الثابتة الموجودة في الصالات الرياضية أو التي تقدمها سلسلة SoulCycle الشعبية - طريقة عصرية بشكل كبير للتمرينات الرياضية وخسارة الوزن. وأشارت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن ركوب الدراجات تعد طريقة رائعة لتنحيف سيقانك وتقوية عضلاتك، ولكن المقعد ليس مثالياً من الناحية التشريحية فأثناء الجلوس على كرسي عادي ، يتم توزيع وزن الجسم بشكل متساوٍ على كل الأرداف ، تاركًا المنطقة التي يستريح فيها الأعضاء الذكرية والأنثوية ، خالية من الضغط.
ولكن أثناء تجوالك، فإن معظم وزن جسمك بشكل مباشر يضغط على الأعضاء التناسلية وطبقًا لمدونة الصحة في "هارفارد" ، فإن هذا الموقع يقطع تدفق الدم إلى الأجزاء الخارجية من الأعضاء التناسلية لدي النساء والرجال. ولكن ، كما تشير الدراسة الجديدة ، فإن معظم الأبحاث التي تربط الخلل الوظيفي الجنسي بين الإناث والدراجات قد تم إجراؤها على عينة صغيرة من الأشخاص الذين يمارسون رياضة ركوب الدراجات بشكل متكرر وكبير.
ودرس الباحثون في جامعة كاليفورنيا مجموعة كبيرة من الأشخاص أكثر من 3000 امرأة ، بما في ذلك راكبي الدراجات من جميع المستويات وغير الدراجين. وكما تم قياس مؤشر الوظائف الجنسية للإناث - وهو استبيان رسمي يسجل الدافع الجنسي للمرأة والنشاط من خلال بعض الأسئلة المتعلقة بالإثارة ، وهزات الجماع والرضا الجنسي- كما كانت النساء المداومات على ركوب الدراجات أكثر فاعلية من الناحية الجنسية من النساء اللواتي أوقفن عن ركوب الدراجات.
ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن المهبل الصحي يحتوي على العديد من البكتيريا المتنوعة التي تعيش فيه ، لكن مع الحركات الصاعدة والمتكررة للساقين أثناء ركوب الدراجة أيمكن أن تدفع المزيد من البكتيريا إلى المسالك البولية. وأكدت الدراسة ، التي نشرت في مجلة "Journal of Sexual Medicine" ، أن دورة ركوب الدراجات زادت من مخاطر التهابات المسالك البولية للسيدات. ولكن كان للركوب تأثير معاكس تمامًا على الوظيفة الجنسية العامة.
وقال المشرف الرئيسي في الدراسة الدكتور توماس جايثر، إن "أحد أكثر النتائج التي توصلت إليها الدراسة هو أن الأميال التي تقودها السيدات بالدراجة ترتبط بشكل مباشر مع تقرحات السرج والتهابات المسالك البولية"، مضيفا "قد يعتبر البعض أن هذه النتائج بسيطة، إلا أن تقرحات السرج والعدوى قد تمنع النشاط الجنسي ولكن إذا تمكنا من إيجاد طريقة لمنع حدوث القرح والالتهابات ، نعتقد أن ركوب الدراجات قد يحسن الصحة الجنسية للمرأة".