لندن ـ كاتيا حداد
يتحدى مجموعة من العلماء، كل ما نعرفه عن "الكوليسترول"، قائلين، إننا يجب أن نتناول الدهون، ونوقف أخذ العقاقير المخفضة للكوليسترول، هذا ليس علمًا سيئًا فقط، وإنما سيكلف أرواح، كما يقول الخبراء.
وتناول الزبدة كما تريد، الدهون المشبعة جيدة لك، الكوليسترول ليس هو سبب مرض القلب، تستمر المزاعم على هذا المنوال في الوصول إلى الصحف والمواقع الإلكترونية الرئيسية، رغم أنها تتناقض مع عقود من المشورة الطبية، هناك معركة مستمرة من أجل قلوبنا وعقولنا.
وفقًا لمجموعة صغيرة من العلماء المنشقين، الذين عادة ما يظهر عملهم لأول مرة في المجلات الطبية الصغيرة، فإن أكبر خطر على قلوبنا وأنظمتنا الوعائية، يأتي من السكر، في حين أن الدهون المشبعة قد تم تصويرها باعتبارها مصدر الخطر بشكل خاطئ، ونظرًا لأن مستويات الكوليسترول لا تهم، فإنها لا تحتاج إلى العقاقير التي يتناولها الملايين لخفضها، يقولون إن إتباع نظام غذائي غني بالدهون هو سر حياة صحية، استمتع بالزبدة والدهون الحيوانية الأخرى، الجبن رائع، واللحوم تعود مرة أخرى على قائمة الطعام.
ووفقًا لكبار العلماء والهيئات الطبية هذا ليس مجرد علم سيء، وإنما سيكلف حيوات، "إن تشجيع الناس على تناول المزيد من الدهون المشبعة، أمر خطير وغير مسؤول"، ويقول البروفيسور لويس ليفي، رئيس قسم علوم التغذية في الصحة العامة في إنكلترا "PHE"، "هناك أدلة جيدة على أن تناول كميات كبيرة من الدهون المشبعة يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، نحتاج أن نفكر في أين توجد مصادر الدهون المشبعة وكيف يمكننا تقليلها، أكبر المساهمات هي منتجات الألبان، بما في ذلك الزبدة، واللحوم ومنتجات اللحوم".
إن المشورة من ""PHE ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسة القلب البريطانية "BHF"، وغيرها من المؤسسات وكبار الأكاديميين متناسقة، قد يكون لا بأس بتناول الزبدة والجبن في كميات قليلة في نظام غذائي متوازن، ولكن الدهون المشبعة التي تحتوي عليها قد تكون محفوفة بالمخاطر، الكثير منها يسبب للكبد، الإفراط في إنتاج الكوليسترول الضار، والذي يتسبب في أمراض القلب.
عادة ما يلتزم العلماء التقليديون بالهدوء، لكن في الأسبوع الماضي، تحدث البعض، ضد ما يرون أنه دعم مجلة طبية للدعاة لإتباع نظام غذائي غني بالدهون، ووقع أكثر من 170 أكاديميًا على رسالة تتهم فيها مجلة الطب الرياضي البريطانية بالتحيز، نتيجة لمقالة رأي نشرت في أبريل/نيسان 2017، تدعو إلى إجراء تغييرات في الرسائل العامة بشأن الدهون المشبعة وأمراض القلب، جاء في المقالة، أن "هذه المادة المشبعة لا تسد الشرايين"، "مرض الشريان التاجي هو مرض التهابي مزمن ويمكن خفضه بفعالية من خلال المشي 22 دقيقة في اليوم، وتناول طعام حقيقي"، كما كتب أخصائي القلب أسيم مالهوترا وزملاؤه، وانتقدت مؤسسة "BHF" تلك المزاعم بأنها "مضللة وخاطئة".
وكتب ديفيد نونان، من مركز جامعة أكسفورد للطب المبني على البراهين، وثلاثة من زملائه، ردًّا مفاده أن المجلة وضعت المقالة الأصلية مجانية قبل تخصيصها بمقابل مادي فيما بعد، طلبت رسالة الشكوى الأسبوع الماضي من الدكتورة فيونا جودلي، رئيسة تحرير مجلة "BMJ"، التي تنشر المجلة البريطانية للطب الرياضي، للتدخل، قائلة إن الجريدة، نشرت 10 مقالات تنادي بالنظام الغذائي منخفض الكربوهيدرات، وتنتقد العقاقير المخفضة للكوليسترول في الثلاث سنوات الماضية، وأن التردد في إدارة الموقف أظهر التحيز وانعدام الشفافية، وقد ردت الدكتورة جودلي بالدفاع عن حق المجلة في الطعن في "الوضع الراهن في بعض الأماكن"، ولكنها سمحت بالوصول الحر إلى الطعن.
في كل مرة يتم نشر مراجعة أو رأي جديد في مجلة غير معروفة، الطب الرياضي هي في المقام الأول بشأن مساعدة الرشيق، لكي يصبح أكثر رشاقة، تتبناه الصحف التي تعرف أن الآراء المضادة للعقاقير مخفضة الكوليسترول ترفع من المبيعات.
كان هناك متشككين بالكوليسترول، قبل وجود العقاقير مخفضة الكوليسترول، مشككين في الفرضية القائلة بأن ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وخاصة في شكل "LDL"، يؤدي إلى إصابة الشرايين، مما يؤدي في أسوأ الحالات إلى جلطة دموية، يمكن أن تؤدي إلى نوبة قلبية أو سكتة دماغية، ومع ذلك، يقول ديرموت نيلي، الاستشاري في الكيمياء الحيوية السريرية والطب الاستقلابي، ومؤسس مؤسسة خيرية في المملكة المتحدة، "إن فرضية الكوليسترول مدعومة بكمية هائلة من البيانات العلمية"، في الآونة الأخيرة، نشر مجتمع مرض تصلب الشرايين الأوروبي بحث يلخص كل الأدلة، في محاولة لإسكات المشككين.