تطعيم الأطفال ضد "الورم الحليمي"

دعا نشطاء في المملكة المتحدة، هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى تطعيم الأطفال ضد فيروس الورم الحليمي البشري القاتل (HPV) بعد أن أوجد رؤساء الصحة أدلة جديدة بأنه يسبّب العديد مِن حالات السرطان لدى الذكور أكثر مما كان يعتقد سابقا.

ووفقًا إلى صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فحتى وقت قريب، كان رؤساء الصحة جادلوا بأنّ مِن المرجّح أن يكون تطعيم الأولاد المراهقين ضد فيروس الورم الحليمي البشري "غير فعال".

واستندت استنتاجاتهم إلى نموذج حاسوبي توقّع بأن تطعيمه لن يمنع حدوث أعداد كبيرة من السرطانات، لكن اكتشفت الصحيفة البريطانية أن حساباتهم القديمة تستند إلى معلومات خاطئة.

واعترف مسؤولو الصحة بأن فيروس الورم الحليمي البشري يسبّب ما يصل إلى خمسة أضعاف من أعداد حالات الإصابة بسرطان الفم والحنجرة لدى الرجال، كما كان متوقّعا، وأن عدد حالات السرطان المرتبطة بفيروس الورم الحليمي البشري ترتفع بشكل أسرع ما كان يقدر أيضا.

ويقول المشاركون في الحملة التي تدعو إلى التطعيم، إنه بالعودة للوراء يجعل الأمر أكثر احتمالا أن يتخذ الوزراء قريبا قرار الموافقة على تطعيم الذكور وإنهاء ترتيب الفصل العنصري الذي يتم بموجبه تطعيم الفتيات بشكل روتيني، مؤكدين أن هذه الخطوة ستحمي نحو 400 ألف فتى كل عام من الإصابة بالسرطان.
وفي وقت سابق، أخبرت مصادر، أخصائي في ميكروسوفت، اعتماد نموذج كمبيوتر جديد يستند إلى الأرقام الحديثة الخاصة بحالات فيروس الورم الحليمي، وهدم الافتراضات القديمة.

وقال أحدهم إن "الأرقام الجديدة تعزز بشكل كبير تطعيم الذكور والتي من غير المتصور أن لا تتغير سياستها".
جاء هذا الإعلان بعد اجتماع للجنة المشتركة بشأن التلقيح والتحصين الأسبوع الماضي، والذي قدم خبراؤها توصيات للوزراء بشأن أي مجموعات من الناس يجب أن يتلقوا لقاحات معينة من هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

ويجعل قرارات اللجنة المنعقدة من معهد ج كريغ فنتر JCVI علنية بعد 6 أسابيع من مثل هذه الاجتماعات، لكن بالفعل أرسلت توصياتها إلى الوزير المسؤول عن التطعيم والتحصين ستيف برين.

وقال البروفيسور كريس نوتنغ، أخصائي سرطان الرأس والعنق في مستشفى رويال مارسدن في لندن، إنه أدرك أن JCVI أعاد تقييم البيانات بشأن فعالية تكلفة تطعيم الذكور، وأنها كانت "قريبة جدا من التوصية".

وأضاف: "سيكون هذا خطوة كبيرة نحو منع حوالي 2000 حالة سرطان ذكور سنويا بسبب هذا الفيروس.. أحث النظام الصحي الوطني على التأكد من أن برنامج التطعيم سيمضي الآن".

وأعطيت أولوية التحصين للفتيات لأن عدد النساء اللاتي يعانين من سرطانات فيروس الورم الحليمي البشري أكثر من الرجال، غير أن فيروس الورم الحليمي البشري يقتل نحو 650 رجلا كل عام، ويرجع ذلك أساسًا إلى الإصابة بسرطانات الفم.​