"قبعة التبريد" لمنع تساقط الشعر عند العلاج الكيميائي

أعلن باحثون أن ارتداء قبعة تبريد أثناء العلاج الكيميائي يمكن أن يجنّب الآلاف من النساء المصابات بسرطان الثدي من فقدان شعرهن، وكشفت الدراسة التي أجريت في الولايات المتحدة أن "الكاب البارد" على الرأس يمكنه خفض فرصة المرضى في فقدان الشعر.

وأتيحت القبعات متاحة لأعوام عدّة للاستخدام أثناء العلاج الكيميائي، ولكن لم يتم استخدامها على نطاق واسع، وهي أنظمة التبريد لفروة الرأس، التي تستخدم إما على شكل هلام بارد أو نظام مضخة تبريد لخفض درجة حرارة الرأس، ويعتقد خبراء أنها يمكن أن تقلل على نطاق واسع من خطر فقدان الشعر، وتعتبر الدراسات هي الأولى التي تجري تجارب عشوائية مضبوطة لاستعراض الأدلة وتقييم تأثير تبريد فروة الرأس على فقدان الشعر.

وتعمل التكنولوجيا عن طريق الحد من تدفق الدم إلى بصيلات الشعر، وخفض امتصاص سموم العلاج الكيميائي، وترتدي النساء القبعات لمدة نصف ساعة قبل دورة العلاج، وفي وقت امتصاص العلاج الكيميائي في الجسم، ولمدة تصل إلى ساعتين بعد ذلك، وفي إحدى الدراسات، الأطباء في كلية بايلور للطب في هيوستن، تكساس، قاموا بتقييم 182 من النساء المصابات بسرطان الثدي اللاتي خضعن إلى العلاج الكيميائي، وقد استخدمت ثلثي النساء قبعات التبريد أثناء العلاج والثلث لم يفعل ذلك.

حوالي 51% من المرضى الذين تلقوا تبريد فروة الرأس خلال العلاج، احتفظن بما لا يقل عن نصف شعرهن، وكشفت الدراسة الثانية في جامعة كاليفورنيا، سان فرانسيسكو، قيّمت 122 مريضة، مع استخدام الثلثين لقبعات حفظ شعرهن، أنه في جميع الحالات، فقدت النساء اللواتي لا يرتدين غطاء التبريد كل ما لديهن من شعر.

كلتا الدراستين، التي نشرت في المجلة الطبية جاما، تم تمويلها من قبل الشركات التي تصنع القبعات، وهي مبردات باكسمان، وأوضح أستاذ العلاج بالرصاص في برنامج الإنعاش في ماكميلان لدعم السرطان، داني بيل أن "فقدان شعرك يمكن أن يكون واحدا من أكثر الآثار الجانبية المؤلمة للعلاج الكيميائي وتأثير ذلك على رفاهية الفرد والشعور بالذات يمكن أن يكون عميقا، وهناك المزيد من الجهود لعلاج شخص مصاب بالسرطان من مجرد استهداف المرض، أنه من الضروري أن يأخذ العلاج نهجًا شموليًا لضمان جميع جوانب رفاهية الشخص، هذه الدراسة واعدة كما أنها توحي بأن هناك حل ممكن لإنقاذ الشعر، إذا تم تشخيص الفرد بمرض السرطان، فإننا ننصح بالتحدّث إلى الفريق الطبي الخاص  حول الخيارات المتاحة".

وأوضح أخصائي الأمراض السريرية في رعاية سرطان الثدي، جين مورفي، أن "النساء المصابات بسرطان الثدي تخبرنا بأن فقدان الشعر هو أكثر بكثير من مجرد شيء مادي، ويمكن أن يكون له تأثير عاطفي هائل، بالنسبة للبعض هي أكثر اللحظات المؤلمة أثناء التشخيص والعلاج، لذلك هناك المزيد من الوقت المكرس للعمل على كيفية الحد من هذه الآثار الجانبية المؤلمة أمر ضروري".

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن قبعة التبريد ليست ملائمة للجميع، فإنها لا تلغي فقدان الشعر للجميع، ويتم تشخيص 55 ألف حالة من النساء بسرطان الثدي في بريطانيا سنويًا، 18 ألف منهن تتلقى العلاج الكيميائي في وقت ما، ويفقد معظم المرضى على الأقل بعض من شعرهم، وهي عملية تدريجية التي تبدأ في غضون يومين أو 3 أسابيع من بداية العلاج، وعادة ما ينمو مرة أخرى بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي.