لوحة لبيكاسو


صعد ضباط الجمارك الفرنسيين على يخت رسى قبالة بلدة سلافي شمال كورسيكا، وكانوا يبحثون عن لوحة فنية من أعمال بيكاسوا تصل قيمتها إلى 25 مليون يورو التي تنتمي لأحد أقطاب المصارف الإسبانية ومحظور تصديرها من اسبانيا، ويعتقد بأن اللوحة الفنية كانت تتخذ طريقها إلى سويسرا، وأعلن مسؤولو الأمن في الجزيرة، الخميس، عن محاولة تصدير اللوحة الممنوع تصديرها، مشيرين إلى أنها لوحة ذات أصول تاريخية تراثية مهمة، كما أن اللوحة كانت في الأراضي الفرنسية.

وتعود ملكية اللوحة إلى جيم بوتين وكانت أسرته ضالعة في الإعداد لبنك "سانتاندير"، وكان صاحب 79 عامًا، على متن يخت فاخر يسمى "أديكس"، وأشار مسؤولو الجمارك إلى أن اليخت كان مملوكًا من قبل للشركة، ويرفع العلم البريطاني، مبينين أن طلب الصادرات المسجلة في "باستيا" و"كورسيكا"، عثر عليه في السفينة؛ ولكنها لم تكن باسم بوتين، وتمكن قبطان اليخت من عمل وثيقة قانونية كتبت في اللغة الأسبانية، تصرح بأن اللوحة تعتبر ثروة وطنية مع منعها من مغادرة اسبانيا.

وفي أيار/ مايو 2013، أيدت محكمة اسبانية، منع بوتين من أخذ اللوحة الفنية التي ظلت في يخت "أديكس" الراسي في ميناء فالنسيا إلى بريطانيا، حيث كان مقررًا أن تباع هناك من أحد الدلالين في المزاد شيريستي، فيما أبرز الخبراء الاسبانيون، أن اللوحة تعد إحدى اللوحات القليلة لبيكاسو في الفترة التي تسمى "غوسول بيريود"، وفيها كان بيكاسو متأثرًا في فن "إبيريان آرت"، الذي كان له تأثيرًا كبيرًا، ليس فقط بسبب التكعيبية؛ ولكن نتيجة تطور الرسم في القرن العشرين، ولذلك تعد اللوحة ذات أهمية استثنائية.

وتظهر سجلات الشحن، أن "أديكس"، كان يرسو سابقًا في فالينسا، في حزيزان/ يونيو، ثم توقف في مينوركا، قبل وصوله إلى ساحل كورسيكا في 10 تموز/ يوليو، ويرسو حاليًا في أنسي دي شيفانو جنوب كورسيكا، ويذكر أن "أديكس" خضعت للتجديد مدة ثمانية أشهر، وشمل التجديد؛ تغيير تصميمها الداخلي وسطحها، مع عمل إصلاحات هندسية فيها، وتجديد المولد والمحرك الرئيس، وتثبيت الدافع والدفة للقيادة.

وكان بوتين الذي يقال عنه إنه خجول، حصل على اليخت مع طاقمه المكون من 14 فردًا، ويبلغ طوله 64.85 مترًا مع إمكانية الإبحار لمسافة قدرها 1.720 مترًا مربعًا، في سرعة قصوى تصل إلى 12 عقدة خلال عام 1989، واشترى اليخت من الملياردير الاسترالي آلان بوند الذي كان يسمي اليخت "اكس اكس اكس اكس" باسم أحد مصانع البيرة التي يملكها.

وبنيت السفينة على غرار مركب شراعي أطلسي 1903، التي بنيت في منتصف الثمانينات، داخل مالوركا، وتم تجهيزها في بريطانيا، وأعاد بوتين تسمية السفينة وأطلق عليها "أديكس" الاسم المستعار لزوجته أديلا، وتضم السفينة مكتبة فيها 20.000 كتاب، وفي عام 2011 تم طرح السفينة للبيع في مبلغ وصلت قيمته 31.5 مليون دولار.

واستقال بوتين في عام 2004 من منصب نائب رئيس "سانتدريم" الذي أسسه جده، قائلًا: إنه يريد أن يعيش حياته، ولفتت السلطات الفرنسية إلى أنها تنتظر طلبًا رسميًا من اسبانيا ليتم إعادة اللوحة إليها.