لندن - صوت الإمارات
استضاف "بيت الرّواية "بتونس، الروائي الليبي الشاب محمد النعاس(31عاما) المتوج بجائزة" البوكر العالمية للرواية العربية"، وذلك بمدينة الثقافة بالعاصمة تونس.و النعاس هو ثاني أصغر كاتب يفوز بالجائزة العربية للرواية العالمية في تاريخها، وهو أول كاتب ليبي يفوز بها ،و قيمتها النقديّة50 ألف دولار أميركي، مع ضمان تمويل ترجمة الرواية إلى اللغة الإنجليزية، إضافة إلى فرصة الترويج لها على المستوى العالمي وتحقيق زيادة في مبيعاتها، ـ حسب موقع الجائزة على الإنترنت ـ
ودار هذا النقاش حول رواية:"، خبز على طاولة الخال ميلاد" الحائزة على جائزة البوكر العالمية لسنة 2022"، وتولّى الروائي التونسي، محمد عيسى المؤدب إدارة اللقاء بحضور لفيف من الأدباء والنقاد والإعلاميين، علاوة على حضور الكاتب الروائي التونسي شكري المبخوت الذي ترأس هذا العام لجنة تحكيم مسابقة البوكر.
واختيرت رواية "خبز على طاولة الخال ميلاد" من قبل لجنة تحكيم جائزة البوكر باعتبارها أفضل عمل روائي نُشر بين 1 يوليو 2020 و30 يونيو 2021، وجرى اختيارها من بين ست روايات في القائمة القصيرة لكتّاب من الإمارات (لأول مرة)، عُمان، ليبيا، الكويت، مصر، و المغرب. وهي: "ماكيت القاهرة" للمصري طارق إمام و "يوميات روز" للإماراتية ريم الكمالي و "الخط الأبيض من الليل" للكويتي خالد النصر الله و "أسير البرتغاليين" للمغربي محسن الوكيلي و,دلشاد" للعمانية بشري خلفان.
"خبز على طاولة العم ميلاد" الصادرة عن "مسكلياني" هو أول عمل منشور لمحمد النعاس الذي يحمل في رصيده عديد المخطوطات التي لم تنشر بعد،وهو ينتقد العقلية الذكورية في المجتمع، إذ تمثل مسألة التفرقة الجندرية أحد أهم أقطاب الرواية.
وقال محمد النعّاس في اللقاء متحدّثا عن روايته ـ وفق ما ذكرته وكالة تونس إفريقيا للأنباءــ ،أنّها رحلة بحث عن الذات، و تحديدا عن الذات الليبية داخل المجتمع، و بيّن أن رحلة البطل "ميلاد" هي رحلة صراع بين الإنسان الفردي و الإنسان الجمعي أي بين ذاته و المجتمع.
وأشاد محمد عيسى المؤدّب خلال ادارته للنّقاش بالأسلوب الرّوائي و البناء السردي الذّي اعتمده الكاتب والقائم على التشبيك خلافا للبناء الكلاسيكي ناء الكلاسيكي، لافتا إلى الثنائيات والتناقضات القائمة عليها الشخصيات في هذا العمل.
وأشار المؤلف إلى أن روايته تنقل تفاصيل الحياة في المجتمع الليبي سواء في حالات العنف أو العشق أو الانهيار، وأكد محمد النعاس في هذا السياق على أن الرواية تنقل أزمة جيل كامل بين السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، فهو ينطلق من تسريد تاريخ المخابز في ليبيا ليستحضر المناخ الاستعماري الإيطالي وتأثيراته لا فقط على كيفية صناعة الخبز بل كذلك على طريقة تفكير المجتمع الليبي وعلى اللهجة الليبية .
و في ختام اللقاء تدخّل رئيس لجنة تحكيم الرواية الكاتب التونسي شكري المبخوت للإجابة عن بعض التساؤلات المتعلقة بالجائزة، مجددا تأكيده على القيمة الفنية والأدبية للرواية مما جعل اختيار أعضاء لجنة التحكيم لها كان بالإجماع و دون أدنى تردد. و أشار إلى أن الرواية تعكس إبداعا كبيرا و قدرة فائقة لمحمد النعاس على التحكم في تدفق الإيقاع و التنظيم المحكم لتدفق ذكريات السارد، قائلا "نحن أمام كاتب روائي ولد كبيرا""
وسبق لشكري المبخوت الكاتب الروائي والأستاذ الجامعي والذّي سبق له الفوز بجائزة"البوكر" عن روايته :"الطلياني" التعليق ساعة تتويج الروائي الليبي بالجائزة بصفته رئيس لجنة التّحكيم قائلا: أن الرواية "كُتِبت بإيقاع سردي سلس هادئ في ظاهر النص، هادر متوتر في باطنه، و صيغت بلغة عربية حديثة يسيرة المأخذ لكنها تُخفي جهداً في البحث عن أساليب في القول مناسبة للعالم التخييلي الذي بناه صاحب النص.
قــــــــــد يهمك أيضا :
الأدب المغربي يسيطر على ترشيحات جائزة البوكر العربية المنتظر الإعلان عنها قريبًا
رئيس "الكتاب العرب" يطالب بالتحقيق في جائزة البوكر للرواية ٢٠١٩