موسكو - صوت الامارات
استخدم العلماء الروس وسيلة لإجراء عملية مسح المنشآت باستخدام كاشفات الميون في قلعة نارين كالا الداغستانية القديمة التي تعود إلى ما قبل الفتح العربي. ووفقاً لنتائج الدراسات، قد تكون هناك واحدة من أقدم الكنائس المسيحية في العالم مخبأة في القلعة.
يعود تاريخ المبنى، الذي يقع في الجزء الشمالي الغربي من قلعة نارين-كالا في ديربنت، إلى حوالي عام 300 م. في الوقت نفسه، فإن الغرفة التي يبلغ طولها 12 متراً تقريباً تقع بالكامل تحت الأرض، ولا يمكن رؤية سوى جزء من قبة نصف مدمرة فوق السطح. حتى الآن، لم يتم حل مسألة تحديد نوع المبنى، هل هو خزان أم كنيسة أو معبد زرادشتي.
وبحسب تقديرات العلماء، فإذا كانت هذه كنيسة مسيحية حقاً، فإن الحديث يدور عن واحدة من أقدم الكنائس المسيحية، التي قيل إن العرب قاموا بطمرها بعد فتح منطقة ديربنت في حوالي عام 700 ميلادي.
في هذا الصدد أشار تقرير علمي بهذا الشأن: "إن الحفريات التي أجريت على هذا المعبد، والذي اُستخدم بمثابة خزان لمدة قرنين من الزمن، يمكن أن تدمر موقعاً من مواقع التراث الثقافي لليونسكو. لذلك، استخدم الباحثون طريقة التصوير بأشعة الميون لدراسة المبنى من خلال وضع أجهزة الكشف عن المستحلب النووي داخل المبنى المدفون على عمق 10 أمتار من الأرض. وقد استمرت الدراسات من شهر أيار/مايو وحتى أيلول/سبتمبر من عام 2018، حيث أكدت المعطيات الأولى، التي تم الحصول عليها، فعالية الطريقة المتبعة لدراسة هذا المكان بالتحديد".
بحسب المعلومات الواردة من الباحثين، فقد تم الاشارة في عدد من المصادر التاريخية إلى إن المبنى اُستخدم كخزان للمياه تحت الأرض، كما كان في القرنين السابع عشر والثامن عشر. ومع ذلك، ووفقاً لنتائج التجربة هناك العديد من الأسباب للشك في هذه الفرضية، أهمها هو أن هذه المتشأة تم بناؤها على شكل صليب، وهذا ما يميز الكنائس القديمة ومعابد النار، بالإضافة إلى تموضع هذا البناء نسبة للاتجاهات الأربعة.
الباحثة الروسية نتاليا بولوخينا رئيس الفريق العلمي - كبير الخبراء من الجامعة الوطنية للابحاث التكنولوجية "ميسيس"، أشارت في هذا الصدد قائلة: "إنه من الغرابة بمكان اعتبار هذا المبنى خزان مياه. يوجد في قلعة نارين كالا نفس البنية تحت الأرض التي يبلغ عمقها 10 أمتار، وهي في الحقيقة خزان، لكن الفارق إنه مجرد مبنى مستطيل الشكل.
أما المبنى غير العادي الذي وضعنا فيه الأجهزة الكاشفة هو على شكل صليب ومتموضع وفق الاتجاهات الرئيسية الأربع بشكل دقيق، حيث يبلغ طول أحد الجوانب أكثر من بقية الجوانب بمترين. وكما يؤكد علماء الآثار الذين بدأوا أعمال التنقيب، فقد كان هذا المبنى فوق السطح تماماً أثناء البناء، ويقع على أعلى نقطة في نارين كالا. والسؤال الذي يثير الغرابة هو ما هي الأسباب التي يمكن أن تستدعي لبناء خزان على السطح، وحتى على أعلى جبل؟ على كل حال ما زالت الأسئلة أكثر من الأجوبة".
تحت إشراف الباحثة الدكتورة ناتاليا بولوخينا، تم تصميم أجهزة كشف مسارية في جامعة "ميسيس"، والتي لا تسمح فقط برؤية الميونات المتساقطة عليها، ولكن أيضاً تتيح تحديد اتجاه حركتها بدقة عالية. وبالتالي فإن فك تشفير القراءات والبيانات التي يمكن الحصول عليها من هذه الكواشف، يمكن إنشاء صورة ثلاثية الأبعاد لمجموعة متنوعة من المنشآت والبنى، بدءاً من حجم متر من الفراغات في التربة وتنتهي بخريطة للكهوف في الجبل.
يشار إلى إن هذه الأبحاث والدراسات في قلعة نارين كالا تمت من خلال علماء الجامعة الوطنية للأبحاث التكنولوجية ومعهد ليبيديف للفيزياء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، ومعهد البحوث العلمي للفيزياء النووية، وجامعة موسكو الحكومية وجامعة داغستان الحكومية
قد يهمك أيضًا:
كتاب "مقامات بديع الزمان الهمذاني" في قصور الثقافة المصرية
الهيئة العامة لقصور الثقافة المصرية تصدر كتابًا جديدًا عن المطرب فريد الأطر