واشنطن - صوت الإمارات
عُرض أوّل أعمال فنية معاصرة أنشأتها الفنانة الألمانية كاترين هوبر، مع فريق من جامعة نيوكاسل في مدينتي بومبي وهركولانيوم، في إحدى المنازل الأثرية التي توفي أصحابها منذ ما يقرب من ألفي عام والتي تعرضت لأشهر الكوارث في التاريخ.
ودمرت العديد من المدن مع ثوران بركان فيزوف في 79 قبل الميلاد، وتسبب البركان في وفاة الآلاف من السكان مع تدفق الحمم البركانية، وأحدث البركان سحابة من الغاز السام والرماد الذي دفنهم على عمق عدة أمتار، وساعد في الحفاظ على أطعمتهم وأمتعتهم وجدران منازلهم المرسومة ببراعة في زوايا الشوارع، وكذلك أجسامهم المتحجرة التي أعيد اكتشافها في القرن الثامن عشر.
واستغرق الأمر 3 أعوام من بداية فكرة هوبر لوضع بعض اللوحات والأعمال الفنية بقلب المواقع الأثرية للحصول على موافقة السلطات الإيطالية على مشروع Inted Interiors الداخلي، والعمل على كيفية تحقيق ذلك بتمويل من مجلس أبحاث الفنون والعلوم الإنسانية.
تم بناء اللوحات ورسمها في جامعة نيوكاسل، والتي هي رائدة في التعاون بين الفنون والعلوم والفنون الجميلة والإدارات الهندسية، وكان على الفريق أن يحمل اللوحات المقسمة إلى عدة أقسام عبر طرق ضيقة ومنحدرة ويمنع فيها استخدام أي آلات خطرة لتركيها وتثبيتها في الداخل، وتم مسح الغرف في بومبي وهركولانيوم بالليزر بواسطة أليكس تيرنر، من قسم الآثار في الجامعة، للتأكد من أن ألواح هوبر الألمنيوم الملونة سوف تتناسب مع المساحات دون إحداث أي أضرار قد تلحق بالحوائط الرومانية الجميلة الباهتة، وكانت قياسات وهندسة الألواح دقيقة للغاية.
وقالت هوبر التي تعمل الآن في الجامعة: "لقد درس علماء الآثار والمؤرخون هذه اللوحات الرائعة، بالنسبة إلي، فهي تعني شيئا آخر فهي ليست مجرد أغطية جدران أو بيانات عن الثروة والمكانة، فهي مليئة بالذكاء والخيال".
واستولت هوبر في بومبي على ما كان في السابق منزلا فاخرا، مبنيًا على خمسة طوابق، مع العديد من المميزات، وهي حمام خاص فاخر، ورواق كبير وقاعة داخلية تبدو كأنها أعمدة خارجية مع مساحة للمشي محمية من الحرارة الشديدة، لكن وقت ثورة البركان الذي دمر المدينة تعرضت الغرف لأضرار بالغة بسبب زلزال وقع، وكانت تستخدم كمخازن، وقامت كاترين بترتيب لوحاتها لتحاكي ما حدث في المنزل بعناية.