لندن - سليم كرم
عادت الموسيقى إلى المدرج الروماني، الذي يعود للقرن الثاني، في سورية، التي مزقتها الحرب، للمرة الأولى منذ أشهر بعد أن حطمه تنظيم "داعش" المتطرف، وانجذب الموسيقيون السوريون إلى المكان التاريخي اليوم لأول مرة منذ ديسمبر/ كانون الأول عندما سيطرت "داعش" على مدينة تدمر للمرة الثانية، بعد أن اجتاحتها من قبل في مايو/ أيار 2015 إلا أن التنظيم دفع خارج المدينة في يوليو/ تموز العام الماضي، قبل العودة مرة أخرى في نهاية 2016، وكان المسرح القديم، خلال فترة احتلاله خلفية لعميات الإعدام البشعة التي نفذها المتطرفون.
وكشفت الصور الصادرة في يناير/ كانون الثاني، عن الأضرار التي لحقت بالهيكل التاريخي، إلا أن الخبراء حاليا متفائلون بأن الضرر ليس سيئًا كما كانوا يخشون، وأوضح مأمون عد الكريم المسؤول السوري عن الآثار لـ"رويترز"، أن الفيديو من تدمر يظهر أضرارًا أقل مما توقع علماء الآثار، حيث كان يعتقد أن "داعش" حطمت الآثار التاريخية، ونجح الجيش السوري والمليشيات المتحالفة معه بمساعدة القوات الجوية الروسية في دفع الجهاديين إلى خارج تدمر الخميس، فيما أشار عبد الكريم إلى أن الصور المأخوذة للمدينة لم تظهر حدوث أي أضرار أخرى عما كان معروف من قبل.
وأردف عبد الكريم: "حقا لقد طغى الخوف على قلوبنا بشأن انفجار المسرح بالكامل، كنا نعتقد أن الوضع سيكون أسوأ بكثير وأن "داعش" سيقضون تماما على الآثار ويكملون جرائمهم، فيما عدا التدمير السابق تبدو حالة المسرح جيدة ويمكن إصلاح الأجزاء التي تم تدميرها وبالفعل يتم استعادتها"، وتقف تدمر المدينة القديمة في مفترق طرق العالم القديم، واجتاح تنظيم "داعش" المدينة في ديسمبر/ كانون الأول في ظل تركيز الجيش وحلفاءه على هزيمة المتمردين في حلب، ووقع شرق حلب في أيدي الحكومة ما يعد أكبر مكاسبها من الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف وتسببت في واحدة من أسوأ أزمات اللاجئين في العالم.